شبكة تضم تجار كبار وموظفين فاسدين .. الأمن الجنائي بحمص يكشف عن واحدة من أخطر عمليات التهريب والتزوير المنظم في سورية
كشف فرع الأمن الجنائي بحمص مطلع الأسبوع الجاري عن واحدة من أكبر شبكات التهريب و التزوير في سورية .
و علم أن الشبكة تقوم بتهريب آليات ثقيلة و تزوير أوراقها في الجمارك لتصبح نظامية بفضل موظفين فاسدين في دوائر النقل .
الكشف عن الخيوط الأولى ..
و علم من مصدر مطلع أن فرع الامن الجنائي تلقى معلومات مؤكدة عن أشخاص يقومون بسرقة قطع من أليات ثقيلة (تركسات و بواكر) أثناء توقفها عن العمل و بيعها لاشخاص آخرين .
و أضاف المصدر انه "تم نصب كمين بالتنسيق بين قائد الشرطة اللواء حميد المرعي و رئيس فرع الامن الجنائي العميد مصطفى معيوف ، و توجيه دورية بإمرة الرائد حسين حمادي لاستدراج عناصر الشبكة بحجة ارجاع احدى القطع المسروقة دون اعلام الجهات المختصة ، و من خلاله القي القبض على شخصين " عيسى . س" (37 سنة )و "زاهر .ل" (27 سنة ) .
و اعترف المقبوض عليهم بإقدامهم على ارتكاب عشرات السرقات لقطع باهظة الثمن ويعمدون على تغيير أوصافها ثم بيعها .
وبين المصدر أنه تم استرداد معظم المسروقات وتسليمها لأصحابها بعد التعرف عليها من قبلهم .
التحقيقات تكشف تورط تجار كبار في القضية
و بين المصدر ان التحقيقات كشفت ان المقبوض عليهم مرتبطين بتجار كبار و أنهم يعملون في السرقة بتحريض منهم .
و أشار المصدر إلى أن أولئك التجار يعملون بشراء الآليات الثقيلة من تركسات وبواكر من لبنان ويتم تهريبها عبر أشخاص معروفين من قبلهم .
ولفت المصدر إلى أنه يتم إدخال تلك الآليات عبر الطريق الترابية إلى الأراضي السورية بمنطقتي النبك والزبداني بريف دمشق ومنطقة تلكلخ بحمص ويتم إنزالها ضمن أراضي زراعية ، ويتقاضى المهربون لقاء ذلك مبلغ 300 ألف ليرة سورية عن كل آلية .
وبعد إدخال الآليات ،يقوم شخص يدعى " مروان . ي" صاحب محل خراطة بالمنطقة الصناعية بتثبيت أرقام المراقبة الجمركية على هيكل الآليات المهربة مستخدما بذلك عدة خاصة به مؤلفة من حوالي 500 ازميل من أحجام مختلفة لأحرف وأرقام عربية وأجنبية .
و يقوم بعدها شخص يدعى " أ. ن " باستلام الأرقام و يقوم بتزوير الشهادة الجمركية لكل آلية عن طريق نقلها عن نموذج نظامي و حفظه بجهاز الحاسب وتفريغه عبر برنامج الفوتوشوب وتعبئة الفراغات بشكل يتطابق مع أوصاف وأرقام الآلية المراد تزويرالاوراق لها وبنفس الطريقة يتم تزوير محضر الكشف وباقي الأوراق الثبوتية لتسجيل الآلية لدى دوائر النقل لقاء مبلغ 25 ألف ليرة سورية لكل آلية .
و بحسب المصدر ، يتم تسليم الأوراق المزورة من قبل المزورين لمسيري المعاملات بعد وضعها ضمن ظرف مختوم وممهور بأختام مزورة أيضا لكل من " طه . خ " و " شادي .ع " من دمشق ، حيث يقوم الأول بتسليم الظرف بطريقة مخالفة والذي يحوي بضمنه كتاب مطابقة صادر عن جمارك اللاذقية يشعر إن الشهادة مطابقة دون أن يكون هناك كتاب صادر عن المديرية .
وبدوره يقوم عامل البريد " سائر . ط " بوضع الظرف ضمن البريد الوارد على انه ورد من جمارك اللاذقية وذلك لقاء رشوة متفق عليها .
ويتابع المصدر ، وبهذا يكون مسير المعاملات قد وضع قدمه على أول درجة باجراءات معاملة الترخيص حتى يتم الحصول على لوحتي تسجيل مع رخصة سير للآلية المهربة بحكم معرفته بمعظم الموظفين .
و يتقاضى مسير المعاملات مبلغ 250 إلى 300 ألف ليرة سورية عن تسجيل كل آلية بما فيها ما يلزم به مسير المعاملات تجاه الكم الهائل من موظفي النقل .
المديريات "الفاسدة" : لا يمكن تحديد المسؤول
وعلم من مصدر مطلع انه تم مخاطبة تلك المديريات "الفاسدة" عن كيفية تسجيل تلك الآليات فأجابوا بانه " لايمكنهم تحديد المسؤول لديهم لعدم مسكهم أجهزة لكشف التزوير ولايمكن للموظف أن يكشفها بخبرته العادية " .
كما ردوا بانهم " غير ملزمين بمطابقة الشهادة الجمركية للآلية مع الجهة المصدرة فيما إذا كان لها قيود أم لا لديهم وذلك بحجة تسهيل العناء على المواطنين" .
وأشار المصدر ، بهذه الطريقة تم تسجيل عشرات الآليات الثقيلة بمديريات النقل بريف دمشق ـ درعا ـ السويداء ـ حماه ـ حمص ، وكان التسجيل لتلك الآليات بأسماء أشخاص يتم استغلال وضعهم المادي ومنهم من أرباب السوابق .
يشار إلى سعر الآلية الواحدة يتراوح سعرها ما بين 4 إلى 6 مليون ليرة سورية .
ضربة من العيار الثقيل ..
نجح فرع الأمن الجنائي بحجز أكثر من 35 آلية من تركسات وبواكر اثبتت التحقيقات أنها مهربة .
وكما أن الفرع كشف كثير من الأضابير من نفس النوع وأذيع البحث عن مالكي تلك الآليات والياتهم ليتم حجزها ، و تم مصادرة أكثر من ستة أجهزة كمبيوتر مع طابعاتها ومرفقاتها المستخدمة بعملية التزوير ومصادرة أكثر من 520 ختم وأزاميل وإغلاق المحلات التي مارست تلك المهنة .
وعلم أن الفرع أوقف ما يقارب 19 شخص وأذيع البحث عن عشرات المتوارين في أنحاء القطر وتم الافراج عن جميع الأشخاص الذين أقدموا على شراء تلك الآليات بحسن نية بعد حجز آلياتهم وادعائهم على الفاعلين