الكشف عن أسرار جديدة حول الثقوب السوداء فائقة الكتلة
تمكنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من التقاط صور تعتبر نادرة في علم الفلك
وتشمل 10 ثقوب سوداء فائقة الكتلة بحيث أنها كشفت عن بعض الأسرار المهمة
عن الثقوب السوداء فائقة الكتلة
ونشرت نتائج هذا الاكتشاف الهام في مجلة
"الفيزياء الفلكية
Astrophysical Journal في عددها الأخير الصادر في شهر أغسطس الماضي.
الاكتشاف تم من خلال تلسكوب الفضاء الأمريكي "نيو ستار" NuSTAR وهذا الاسم اختصار للجملة
Nuclear Spectroscopic Telescope Array أي نظام التحليل الطيفي النووي،
وهذا التلسكوب الذي يقارب حجمه باصات المدارس المتوسطة،
يعمل على تركيز وتجميع أشعة اكس عالية الطاقة High-energy X-ray
في صور فائقة الوضوح والدقة، بحيث يمكنها من دراسة الثقوب السوداء خاصة فائقة الكتلة
super massive black holes وقد تم اكتشاف عشرة
من هذا النوع من خلال هذا التلسكوب من ضمن حوالي 200 ثقب اسود فائق الكتلة
يتوقع اكتشافها بنفس الطريقة خلال السنتين القادمتين إن شاء الله.
وجد العلماء أن هذه الثقوب السوداء فائقة الكتلة محاطة بقرص سميك
من الغاز موجودة في مراكز المجرات التي تقع على مسافات كبيرة من الأرض
تتراوح ما بين 0.3 إلى 11.4 بليون سنة ضوئية من الأرض، والغريب في
الموضوع أن هذا الاكتشاف جاء مصادفة بحسب ما أكده "ديفيد الكسندر"
David Alexander وهو عضو الفريق العلمي الخاص بتلسكوب "نيو ستار"
وفيزيائي فلكي في قسم الفيزياء التابع لجامعة "دورهام" البريطانية Durham University
الذي أكد أنهم كانوا يلتقطون الصور بحثا عن أجرام سماوية عادية
لكنهم اكتشفوا وجود هذه الثقوب السوداء في خلفية الصور الملتقطة.
بعد هذا الاكتشاف المفاجئ اخذ العلماء بإعادة دراسة وتحليل مئات الصور الملتقطة
من خلال هذا التلسكوب بحثا عن ثقوب سوداء مشابهة في خلفية هذه الصور،
وعندما درس الفلكيون الثقوب السوداء فائقة الكتلة العشرة بدقة
وأصبحت لديهم فكرة جيدة عن طبيعتها، قارنوا هذه الصور بالمعلومات التي كان
قد حصل عليها العلماء من خلال تلسكوب الفضاء الأمريكي "شاندرا"
NASA's Chandra X-ray Observatory الذي يرصد السماء باستخدام أشعة اكس،
والمرصد الفلكي الأوروبي " نيوتن" XMM-Newton satellite
وكلاهما يرصدان السماء من خلال أشعة اكس
ذات الطاقة المنخفضة lower-energy X-ray
ولاحظ العلماء وجود أجرام سماوية شوهدت من خلال هذين التلسكوبين بينما لم يراهما تلسكوب نيو ستار.
عمل الفلكيون على تجميع المعلومات الناتجة من خلال الرصد بأشعة اكس للثقوب السوداء
فائقة الكتلة ودمجها من اجل الحصول على أسرار مهمة عن هذه الثقوب السوداء
ومعرفة الكثير عن خصائصها مثل عددها في الكون، لذلك قال "الكسندر"
أنهم جراء هذه الدراسة يقتربون أكثر من حل اللغز الذي بداء منذ سنة 1962 م
حيث كان العلماء قد لاحظوا وجود أشعة اكس منتشرة في خلفية السماء
لكنهم لم يتأكدوا من مصدرها، وحاليا أصبحنا على دراية أن مصدر هذه الأشعة
هي الثقوب السوداء فائقة الكتلة،
ولكن نحتاج تلسكوب نيو ستار لاكتشاف وفهم تجمعات هذه الثقوب السوداء فائقة الكتلة.
إن وهج أشعة اكس الذي يسمى
"خلفية أشعة اكس الكونية" cosmic X-ray background
عبارة عن ترددات إشعاعية عالية الطاقة التي صمم تلسكوب نيو ستار لرؤيتها،
وبذلك يمكنه رؤية مصدر هذه الطاقة، ومن ثم اكتشاف الثقوب السوداء عالية الطاقة
حتى تلك المحاطة بالغبار الذي يخفيها عن الرؤية بالمناظير الأخرى،
إذ أن أشعة اكس عالية الطاقة هي الأشعة التي يمكنها اختراق الحاجز
ألغباري المحيط بهذه الثقوب السوداء وعلى هذا الأساس صمم نيوستار لرصد هذه الأشعة
التي تحمل إلينا أسرار مهمة عن الثقوب السوداء عالية الطاقة،
مثل الكشف عن كتلة المجرة الحقيقية الموجودة فيها،
وانه كلما كانت الثقوب السوداء عالية الطاقة أضخم حجما كلما كانت في المجرات
الأكثر بعدا أيضا، إضافة للكشف عن بعض أسرار الكون الأخرى.