ماهي القصة القصيرة
وحدة الانطباع :
هو أساس الرؤية الجمالية في الأقصوصة وهو تضافر جميع عناصر الأقصوصة لبناء أثر واحد «اذا كان الفنان بارعا فانه لا يسلط أفكاره على الأحداث وإنما
هو يتصور سلفا انطباعا يروم بلوغه ثم ينتقي من الواقع
ويركب من الأحداث ما يكفل له بلوغ التأثير المراد» ادغاراَلان بو.
ـ وحدة الهاجس :
قد تتعدد عناصر الأقصوصة (الحجم والشكل ومنطق البناء والغاية وطبيعة التأثير) لكن ما يجمع بينها هو صدور
منشئها عن شاغل واحد يشدّها جميعا.
ـ لحظة التنوير : إنها لحظة الكشف أو اللحظة
الجامعة حيث تتجلى الفكرة ويصل الانطباع قمته هو وقوع تغير جذري
يرافقه اهتزاز أو ارتجاج أو مفاجأة وربما التقاءهذه الألوان جميعا.
ـخصوصية البناء:
هنا يظهر الفرق الأساسي بين الرواية والأقصوصة فالأقصوصة لا يبن فيها الصعود ثم النزول بل تبنى
فيها لحظة النهاية منذ البداية فالنهاية ليست ملائمة بالضرورة
لما سبق إنما هي معه في علاقة تناقض أو مفارقة أو إدهاش
وهذا ما يعرف بالمفاجأة أو لحظة الانقلاب.
ـ شمولية التأثير:
بما أن الرواية لا تقرأ دفعة واحدة فإنها لا يمكن أن تتسم بشمولية
التأثير «ادغار اَلان بو» : «إن وحدة مقام القراءة مضافة إلى
قصر النص تمكن القارئ من جميع المعطيات فتتولد لديه
لذة انتشاء فكأنه إزاء لوحة شاملة تساعد رؤية كل عنصر من عناصرها على رؤية عناصر أخرى أولا وعلى رؤية جميع العناصر مجتمعة ثانيا».
ـ صرامة البناء:
يقول اَرلاند: «انّ الإطالة والزوائد والاضطراب أمور قد تنتاب
العمل الروائي فيبقى رغم ذلك مثيرا للإعجاب، أما في الأقصوصة فان
أبسط الأمور (مثل تغير اللهجة أو اختلال السرعةاختلالا
طفيفا أو التواء العبارة أو رسم خط رسما أكثر وضوحا مما ينبغي (أو أقل) كافية للقضاء على الأقصوصة أن الأقصوصة لا ترحم».
ـ أهمية النهاية :
النهاية في الأقصوصة
ليست مجرد خاتمة... إنها المتحكم في طرائق الإنشاء وجميع الإيحاءات والروافد وهي مركز الثقل. «تتطلب الأقصوصة انقلابا حادا على نحويجعل خطوطها الكبرى بينة واضحة» شليغل.
ـ تماسك العناصر :
لابدّ أن تكون علاقة العناصر داخل الأقصوصة عضوية فتكون العناصر مترابطة وفق مبدأ التلاقي الذي يجعل كل
اللبنات مهما بدت ثانوية ضرورية لبلوغ اللحظة الحاسمة
لدرجة أن الاقصوصة على خلاف سائر الأنواع القصصية
الأخرى ـ لا تقبل التمطيط أو التلخيص فهي كالقصيدة أو اللوحة «اذ الأقصوصة وحدة درامية غير قابلة للتجزئة ـ فلا نرى أو كنورـ فوحدة القصة هي
التي تثير الانفعال وتؤدي المعنى والعمل القصصي في النهاية
ليست وحدة مضمونية منطقية وإنما وحدة فنية تخيّلية.
ـ التركيز:
هو أساسي في الأقصوصة وهو من مقتضيات ظهور المجال النصي وضيق مجال الأركان القصصية «ان مادة الأقصوصة
مختلفة تماما عن مادة الرواية فمادة الأقصوصة موحدة أما
مادة الرواية فسلسلة من الحلقات أو الفصول.
إن ما يعرض ويصوّر
في الأقصوصة يفصل عما سواه (في الحياة) ويعزل عنه. أما الحلقات التي هي مدار الرواية فتلصق وتربط وتكون ممارستها بالتحليل والنشر
والتفصيل أما ممارسة مادة الأقصوصة فتكون بالتركيز الدقيق
الصارم، ان الأقصوصة نغم أو لحن منفرد أما الرواية فهي
أشبه بسيمفونية قوامها أنغام شتى (بول بورجيه).
ـ الاسترسال الحاد السريع:
يرى ايخنباوم أن الرواية تشبه نزهة طويلة هادئة في أماكن
مختلفة، أما الأقصوصة فهي كتسلق صخرة أي أن التقدم فيه حاد
مركّز لا مجال فيه للارتخاء أو التباطؤ وهذا يقتضي
اجتناب جميع وسائل التفصيل والزينة على نحو يجعل الأفكار مذببة واضحة.
ـ حدة المنقلب :
انها أساس الطرافة في الأقصوصة
فمدار الأقصوصة يمكن أن يكون حدثا عاديا ومألوفا لكن بناء مادتها
على نحو مخصوص يساعد على تعميق الإحساس بالنهايةويفرض بديلا غير منتظر.
«ان هدف الأقصوصة أن يوضع حدث (مهم أو تافه) تحت الضوء الكاشف الوهاج وهذا الحدث حتى وان كان مألوفا يسير
الوقوع في الحياة اليومية فانه يغدو في الأقصوصة عجيبا
مدهشا وربما صار فذّا فريدا وذلك لأنه يتجه من نقطة ما
من الأقصوصة وجهة غير منتظرة وهذا الاتجاه يساعد على نفس هذا الحدثفي خيال القارئ وذاكرته ولا سيما اذا كان هذا الحدث مستعارا من الحياة اليومية» (غودان: الأقصوصة الفرنسية).