شببلك موضوع مهم جداً جداً للغاية الرجاء الدخول
التربية قبل التعليم
الألفاظ النابية
الأطفال يتأثرون بالبيئة المحيطة بهم، فهم عبارة عن صفحة بيضاء يتم
تشكيلها حسب البيئة التي ينتمون إليها، ويكتسبون من البيئة المعلومات
والخبرات والأخلاق، فعندما يتعلم الطفل الألفاظ يقوم بتوصيل أفكاره
بسهوله إلى من حوله، وقد يتجه إلى العدوانية اللفظية بأن يشتم أقرانه
وذويه، ولكن ذلك لم يأتي من فراغ فأنه يرجع لأسلوب التربية والمثيرات
التي تعرض لها عندما قام بهذا السلوك ، فالطفل في البداية يقلد الألفاظ
دون أن يفهم معانيها أو ما تحمله من دلالات، وتعتبر السلوكيات السيئة
التي يتعرض لها الطفل في المنزل أو في الشارع أو عن طريق وسائل الإعلام
مواقف ومؤثرات يتأثر بها ويقلدها دون وعي وتختزن في ذاكرته ليستخدمها في
الوقت المناسب، أسباب مشكلة الألفاظ النابية والعنف اللفظي لدى الأطفال
ترجع إلى الرغبة لديهم في الرد على ما يواجهونه من عنف مضاد سواء من
الآباء أو الأقران، حيث تظهر هذه الألفاظ عندما يرفض الطفل شيء ما أو عند
إحساسه بالغضب من فعل ما، وغالبا ما يستخدمون الألفاظ التي تعرضوا لها
والتقطوها داخل الأسرة أو من الأقران والأقارب وعلى القائمين بالتربية
استخدام الهدوء والحكمة في التعامل معها بأن يشرحوا للطفل مدى سوء هذه
الألفاظ والمعاني على الآخرين، وتدريب الطفل على التعبير عن الغضب بطريقة
حسنة.
الآباء والأمهات يمارسون دورا كبيرا في تخزين مثل هذه السلوكيات أو محوها
من ذاكرة الأطفال، وعليهم أن يبحثوا عن مصادر الألفاظ وتقديم البديل
الجيد لها، كأن نبعدهم عن مصادر هذه الألفاظ ونبدأ في تقديم "العلاج
المناسب" بالكلام الطيب والسلوكيات الحسنة والتشجيع على ذلك والمكافأة
على الأفعال والكلمات الجميلة، وأن يعتذر الطفل عن ما قام به من سلوك سيئ
فلابد من تعليم الطفل الارتباط بقيم دينه وتعاليمه، كأن يقول الأب لطفله
"إذا فعلت شيئا جيدا ستنال الثواب من الله والرضا من المجتمع الذي يتمثل
في الأسرة والأهل والأقارب والجيران، وإذا فعلت الأشياء القبيحة ستنال
العقاب من الله"، وأن يشعر الطفل بالثواب من الأب والأم على الأشياء
الجميلة التي يقوم بها ويعاقب بالحرمان من شيء يحبه
على الأسرة أن تظهر الرفض الواضح لمثل هذه الأفعال، ويظهر الآباء
والأمهات الاستياء منها، على أن يتم تعليمه "الألفاظ البديلة" إذا تعرض
لمواقف تثير غضبه.
على الأم أن تلاحظ طبيعة تصرفات أبنائها مع بعضهم ومع زملائهم حتى تستطيع
القضاء على الخطأ قبل استفحاله,
وللمدرسة دورها الكبير في التربية قبل التعليم، فعليها كمؤسسة تربوية
فاعلة أن تأهل كوادرها ليكونوا القدوة في حمل الكلمة الطيبة الحسنة
وتمكينها في أوساط الطلبة
وعلى وسائل الإعلام أن تهتم بذلك الجانب الايجابي في نشر الكلمة الراقية
الحضارية وتلغي الجانب السلبي من صورة أو كلمة أو فكرة تخالف قيمنا
ويتمم الآباء دورهم بإقصاء الرسائل السلبية التي يقدمها الإعلام وعدم
تعريض أطفالهم للوسائل التي قد تؤثر سلبا في بناء أخلاقهم.