كرد علي العظيم ماذا تعرف عنه!!!
اولا تحيه من القلب لهذا العظيم
2-كرد علي الصحفي
عام 1897 (وكان له من العمر 21 عاماً ) عُهد إليه بتحرير أول جريدة أسبوعية صدرت في دمشق بعنوان الشام، فبقي فيها ثلاث سنوات؛ فتحت له آفاق الصحافة، وأتاحت له فرص الاتصال ببعض الجرائد والمجلات المصرية، ونما حسه الصحفي، وأخذ ينشر مقالات في مجلة (المقتطف) القاهرية، فلمع اسمه، وذاع صيته في الوطن العربي. 1901 قصد مصر في طريقه إلى فرنسا، فأغراه صاحب جريدة (الرائد المصري) بالعمل محرراً فيها، فيفي معه عشرة أشهر عاد بعدها إلى دمشق صحفياً مشهوراً له فكره وقلمه في الإصلاح والتغيير. 1906 عاد إلى مصر، فأصدر فيها جريدة (المقتبس) شهرية علمية استمرت ثلاث سنوات، عمل خلالها في تحرير بعض الجرائد المصرية. بعد الانقلاب العثماني 1908 عاد إلى دمشق، فتابع فيها إصدار مجلة المقتبس، وأضاف إليها جريدة يومية باسمها. كانت مسرحاً لأقلام كبار الكتّاب. عام 1916 أمره الوالي التركي جمال باشا بإعادة إصدار جريدة المقتبس، وولاه تحرير جريدة الشرق للجيش التركي. عام 1920 أنشأ مجلة المجمع العلمي العربي بعد عام واحد من تأسيسه ، وهي أقدم مجلة دمشقية خدمت العربية والثقافة والتراث، ما تزال تصدر حتى اليوم. 3-كرد علي السياسي
لقد جر انشغال كرد علي ( الصحفي) بالإصلاح والتغيير عليه الكثير من المضايقات والمعاناة والتشرد. فمنذ عودته من مصر عام 1901 صحفياً مشهوراً، أخذت السلطات العثمانية تراقب تحركاته وتضايقه. فاضطر للرحيل ثانية إلى مصر. وبعد عودته لدمشق إثر الانقلاب العثماني 1908، واستئنافه إصدار جريدته اليومية المقتبس التي ناوأت جمعية الاتحاد والترقي وحملة التتريك التي قادتها، فلفق له الاتحاديون التهم، ولوحق قضائياً، فآثر الرحيل إلى فرنسا، وقضى فيها مدة في الدراسة والبحث، وكتب فيها مقالات جمعها في كتابه ( غرائب الغرب). وبرأه القضاء من التهمة فعاد إلى دمشق، لتلفق له تهمة جديدة، اضطرته للمغادرة إلى مصر، ريثما برئ منها، فعاد إلى دمشق من جديد. واشتد جزعه حينما بدأ جمال باشا حملته ضد أحرار العرب فعلق مشانقهم عام 1916، فلم ينجه من اللحاق بهم إلا (خلاصة حديث) وجدت في القنصلية الفرنسية بدمشق، أثناء تفتيشها، كتبها أحد موظفي الخارجية الفرنسية قبل الحرب، كان قد زار كرد علي في بيته وأراد استغلال نقمته على الاتحاديين ليستدرجه إلى موالاة السياسة الفرنسية في الشرق، فخيب كرد علي ظنه، ونصحه بتبديل السياسة الفرنسية في الجزائر وتونس. ومثلها نشرة رسمية سرية، كان سفير فرنسة في الآستانة قد بعث بها إلى قناصل فرنسا في الديار الشامية، يحذرهم فيها من كرد علي وأنه لا يسير إلا مع الأتراك. فدعاه أحمد جمال باشا إليه مستبشراً، وأعلمه بها، وأنذره إن عاد إلى المعارضة ليقتلنه بيده. فأمضى مدة الحرب مصانعاً بلسانه وقلمه، وظل يخشى شبح جمال باشا حتى بعد الحرب وفي مذكراته ما يدل على بقاء أثر من هذا في نفسه إلى آخر أيامه. ولعل في ذلك ما يفسر لنا تأييده لانقلاب حسني الزعيم 1949 وإطراءه لما قام به من إصلاحـات حملته على أن يبجل عمله ويـرى أنه " أبدع كل الإبداع بانقلابه"، بينما لا يرى لشكري القوتلي مأثرة تحمد له، أو عملاً جليلاً يشـكر عليه [المذكرات ج5 ص267]. ولي وزارة المعارف مرات، أولاها عندما طلب منه صديقه القديم الحاكم العسكري في الحكومة العربية رضا باشا الركابي قبول رئاسة مجلس المعارف، وما زال به حتى أخجله فقبلها. وسرعان ما وجد نفسه رئيساً على جماعة من الشيوخ غير منسجمة، فعزم على الاستقالة، ولم يعدل عنها إلا على شرط أن ينقلب المجلس إلى مجمع علمي مرتبط بالحاكم العام مباشرة، فقبل الركابي وصدر المرسوم في 8/6/1919، وحل المجمع في المدرسة العادلية الكبرى مقابل دار الكتب الظاهرية في باب البريد، التي كان شيخه الشيخ طاهر الجزائري قد أسسها، ثم صارت تابعة للمجمع. وثانيتها بعد الاحتلال الفرنسي في 25 تموز 1920، وتأليفهم حكومة قبل فيها أن يكون وزيراً للمعارف في الأول من كانون الأول عام 1920 مدفوعاً برغبة جامحة في إحياء المجمع العلمي العربي، وجعله يحتل المكانة التي كان يحلم بها، فكان له ما أراد، وبقي في الوزارة حتى 10 آذار 1922 حين تركها ليتفرغ لرئاسة المجمع، فيبتعد به عن السياسة ويكسبه جلال العلم. ثم عهد إليه مرة أخرى بمنصب وزير المعارف في 15 شباط 1928، وظل يشغله حتى 11 حزيران 1932 يوم قيام الجمهورية السورية الأولى. وبتركه منصب الوزارة عزف عن السياسة نهائياً ليعكف على التأليف والمطالعة. 4-كرد علي (العالم والمجمعي)
نهض كرد علي بالمجمع نهوضاً حثيثاً؛ فأنشأ منذ عام 1920 مجلته المتفردة التي خدمت العربية والثقافة والتراث، وما تزال باقية تصدر حتى اليوم، ولو أنها تعرضت لتوقف بسيط للظروف التي أشرنا إليها. وهي أقدم مجلة دمشقية. ونشط كرد علي ورصفاؤه في القيام بمهام المجمع ووظائفه على أحسن وجه، فعرَّبوا المصطلحات ما أمكنهم في كثير من العلوم، وكان ابتكارهم في التعريب ابتكاراً موفقاً، ودخلت تعريباتهم في أوساط الجيش وأسلحته وكلماته الدارجة وفي الدواوين والمدارس وفي الكلمات الشائعة بالحياة اليومية. كما اهتم المجمع بالتراث؛ فنشر شيئاً مهماً من المخطوطات المحققة، وأخرجها إلى النور وشجع على التحقيق العلمي الجاد. كما اهتم بالمحاضرات العلمية التي كان يلقيها في ردهات المجمع بالمدرسة العادلية الكبرى- حيث مكانه- كثير من أصحاب الأسماء اللامعة فضلاً عن أعضاء المجمع. ولم يكن محمد كرد علي في نهوضه بالمجمع لينسى رصفاءه الذين كانوا معه والذين جاؤوا من بعدهم.. فبقي وفياً لهم.. يأخذ بآرائهم ويحترمهم ويعترف بأفضالهم، ولا ينكرها. ولقد لفت نجاح محمد كرد علي وشهرته أنظار المسؤولين في مصر، فحين أرادوا تأسيس مجمع القاهرة استدعوه، فكان عضواً عاملاً هناك، كما كان عضواً في كثير من لجانه. ونشط في مجمع القاهرة التي يعرفها حق المعرفة، مثلما نشط في مجمع دمشق.. فاحتفوا به أي احتفاء لإخلاصه واندفاعه وعلمه.. ولم يكن محمد كرد علي ليجامل أحداً في مصر أو غيرها على حساب الحق؛ فلما دعا بعض المجمعيين وغيرهم إلى تسكين أواخر الكلمات العربية في اقتراح، وإلى اتخاذ الحروف اللاتينية في اقتراح آخر، وإلى تيسير الكتابة في اقتراح ثالث قام يردّ بشدة لم تعرف عنه في الأحوال العادية، وبيَّن خطر هذه الاقتراحات التي تبعد الجيل القادم عن القرآن والعروبة والتاريخ، وتقضي على الأمة قضاء أسرع مما يتوقع. 5-كرد علي (المؤلف)
كتب محمد كرد علي في المقالة، وقدم الدراسات العلمية الرصينة ، وألقى المحاضرات، وحقق المخطوطات، وترجم عن الفرنسية.. غير تآليفه التي يذكر من أهمها: -خطط الشام 6 أجزاء -أمراء البيان جزآن -كنوز الأجداد -أقوالنا وأفعالنا -غرائب الغرب -المذكرات 5 أجزاء -غوطة دمشق -دمشق مدينة السحر والشعر -المعاصرون -الإسلام والحضارة العربية 1-2 ودار الفكر إذ تنشر هذا الكتاب "الإسلام والحضارة العربية" لتقدمه بكل اعتزاز بعدما مضى على وفاة الرجل نيف وخمسون عاماً، ليظهر وكأنه أُلّف الساعة.. وكتبه بأسلوب الأديب الرائع الذي بقي على هذه السنوات طرياً؛ لأنه قبس من نور القرآن ومن فكر المؤمن الحرّ الذي يعتزّ بأمتـه ويُظهر حقها الذي يكفرها إياه الغربيون، ويشوهون صورتها حقاً وحسداً وخوفاً من انتشار النور الذي عمَّ الدنيا ذات يوم فحمل إليها الحضارة والسعادة والغنى والعدل والسماحة..