أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
نحن ياسادة من هجروا من ديارهم تحت القصف وزخات الرصاص وصوت القنابل
نحن من شردنا وقتلنا وعذبنا
من خاف من بطش الإجرام وقرر اللجوء اليكم .
من الموت إلى الموت ، ومن ظلم النظام الغاشم لظلم اخوتنا في البلدان المجاوره
هربنا من الموت لنلاقي ذات المصير المجهول ..
لم نعلم أن من ظنناهم أخوتنا سيدفعون بنا إلى موت اخر ..
نعم مللنا وسئمنا من ظلمكم وجوركم ومعاملتكم ..
فقررنا الهرب الى موت أخر ..
ركبنا مركب البحر دون أن نعلم نهاية الطريق ،
هل سنصل إلى عالم يأوينا أم سيكون البحر تابوتاً لأجسادنا ...
ها نحن ياساده .. الشعب السوري الذي فر من ظلم النظام لظلم اشقائه ، وانتهت مسيرته داخل البحر ..
هل علمتم من نحن ياسادة ؟؟
أم ستمضون في استنكاراتكم كالعادة !!
الشواطئ الأوروبية في كل يوم تستقبل قوارب وسفناً تنقلّ سوريين يغادرون عبر الشواطئ المصرية والليبية والتونسية،
ونلاحظ في هذه الفترة ارتفاع نسبة تجارة "تهريب البشر"
من المنطقة العربية إلى القارة الأوروبية بسبب تصاعد
وتيرة القتال في سوريا، وملاقاتهم معاملة سيئة في أماكن اللجوء
ورغم أن العديد من السفن والقوارب تغرق في عرض البحر، أو تواجه خطر الغرق،
ومن ثم موت ركابها،
إلا أن سوء الأحوال المعيشية في سوريا وفي الدول المجاورة يدفع السوريين إلى بذل قصارى جهدهم
من أجل الوصول إلى الشواطئ الأوروبية وطلب اللجوء إليها.
يهربون من موت لموت
منهم من يغرق وربما كان الغرق ارحم به من البقاء في بلدانكم ..
ومنهم من يصل بعد عناء طويل ...
هنا إحدى قصص السوريين ومطاردة شبح الموت له :
بعد ماحل في مدينتي من دمار وقتل قررت الهروب بعائلتي بعد أن استشهد أبي وأمي وأخي ،
نعم لإنني خفت ان أرى طفلي مقطع وزوجتي تعذب ..
خفت أن أقتل أمام طفلي وتبقى صورة القتل والدم في ذاكرته .
ذهبت ليلا عندما هدأ القصف قليلا وقبل وصول الشبيحة إلى حارتي لم أكن وحدي من ذهب وترك كل شيئ ..
بل كنا أكثر من عشر عائلات هربنا خوفا مما رأيناه من قتل وتعذيب
لا أستطيع نسيان ذلك فكيف لي أن اسمح لطفلي الذي لم يرى من الحياة شيئ أن يرى القتل بعينيه ،
ألا يكفي أنه لم يرى النوم جراء عمليات القصف وصوت المدافع!!
ألا يكفي ذلك !!!.....
حين وصلت للبلد المجاور شعرت بجزء من الراحة فصوت القصف توقف ومشاهد الدماء والدمار لم نعد نراها
بقينا بضعة أيام ونحن في حالة غريبة لا نريد شيئ سوى النوم لأننا متعبين جدا وبعد هذه الأيام البسيطة بدأت قصة الموت الثاني ...
بدأت أرى معاملة أشقائنا التي أشعرتنا بالذل وكأننا وباء أتى إليهم لن انسى نظرات البعض ولا إستغلالهم
لنا بدل من أن يكونوا عونا لنا في هذه المصيبة بقيت على هذا الحال شهرا كاملا ..
تم رفضي من قبل الجميع مع أنني مهندس ولم تسعفني الخبرة الكافيه لدي ، يكفي أن أخبرهم بأني سوري لألقى ذاك الرفض،
يأست كثيرا وما أستطع العودة مجددا لمدينتي فأنا مطلوب وأخي من الثوار و بعد جميع المحاولات فقدت الأمل ....
في إحدى الأيام ، سمعت من أحد الشباب السوريين بفكرة الهجرة ،
تحمست فكرت قليلاً وقلت في نفسي لم لا ؟ ربما تكون فرصتي بعد كل هذا العذاب والظلم ،
قمت باقناع زوجتي وذهبنا في رحلة الأحدر بأن أسميها ، "رحلة الموت الحقيقية"
تجمعنا بالقرب من الساحل وكان عددنا قرابة ال45 شخصا جميعنا سوريين .
وعندما وصل القارب شاهدته صغير فتساءلت هل سنذهب جميعا بهذا القارب ؟
لا ادري ولكني لن أتراجع بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهي .
بدأت رحلة المسير..
كنت أشعر باقتراب الموت شيئاً فشيئا.. القارب مطاطي، والجزء الأسفل منه مصنوع من الخشب.،
تجلس النساء والأطفال في قلب القارب، في حين يجلس الرجال فوق القطعة المطاطية.
بقينا في البحر حوالي 4 أيام كان طريقنا الى ايطاليا ومنها الى ألمانيا التي كانت هدفنا ....
ولكننا لم نصل الى ذاك الهدف جميعا لأننا عندما بدأنا برؤية ملامح اليابسة من بعيد جدا بدأ ذاك القارب بالغرق وكان خفر السواحل قريبون منا لكنهم لم يستطيعوا إنقاذ الجميع وكان ابني وزوجتي من بين من مات وغرق في هذه المياه..