موقع شببلك
زوارنا الكرام نتشرف بإنضمامكم إلينا والمبادرة بالتسجيل

لكي نحقق أهدافنا سويا بأسرع وقت و بشكل مميز و رائع

يتم تفعيل عضويتك من قبل الإدارة خلال { 24 } ساعة

الأفضل وضع كلمة سر مقعدة لعدم القدرة على الاختراق
موقع شببلك
زوارنا الكرام نتشرف بإنضمامكم إلينا والمبادرة بالتسجيل

لكي نحقق أهدافنا سويا بأسرع وقت و بشكل مميز و رائع

يتم تفعيل عضويتك من قبل الإدارة خلال { 24 } ساعة

الأفضل وضع كلمة سر مقعدة لعدم القدرة على الاختراق
 

أهلا وسهلا بك .
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


موقع شببلك :: القسم العام :: المنتدى الإسلامي :: القرآن الكريم

شاطر

سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:39 pm
المشاركة رقم: #1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:39 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
السلـآم عليكم ورحمة الله وبركآته



الحمد لله والصلآة و السلام على رسوله المصطفى عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة و أتم التسليم..



...أحبتي في الله...



لا يغيب عن أحدكم فضل العلم و أن أجل العلوم علوم الدين،



كثيراً ما تصآدفنا أحآديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم

وتستوقفنآ مفردآتها، و نجهل الكثير من معآنيها،

مما يعيق الفهم الصحيح لتعآليمه عليه الصلآة و السلآم

لـذآ..



سأبدأ معكم بإذن الله بـ سلسلة لأحآديث الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام



نتدآرسها معاً، نفهمها و نعي مقآصدهآ و فوآئدها كمآ يجب،



و من ثم نعمل بهآ وبمآ جآئت و أمَرت به على أكمل وجه،



فمن عَلِمَ ولم يَعْمَل فقد أقيمت عليه الحجه يومئذٍ.





وأتمنى أن يكون هذا المتصفح خآص بأحآديثه عليه السلآم الصحيحه



~~لتكون مرجع تُنهل منه الفوآئد~~



دمتم في حفظ الرحمن

no comment





الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:40 pm
المشاركة رقم: #2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:40 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
لَـأَتَصَدَقَنَّ بِصَدَقَةْ"..



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال رجل : لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون : تُصُدِّق على سارق، فقال : اللهم لك الحمد !، لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية، فأصبحوا يتحدثون : تُصُدِّق الليلة على زانية، فقال : اللهم لك الحمد على زانية !، لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني، فأصبحوا يتحدثون : تُصُدِّق على غني، فقال : اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني !، فأُتي فقيل له : أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية، فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني، فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله ) متفق عليه .

~~~~



معاني المفردات

يستعف عن سرقته: يمتنع عن سرقة الناس.

~~~~

تفاصيل القصّة

النيّة والصدقة، كلمتان تربطهما علاقةٌ وطيدة، وصلةٌ أكيدة، تجعل من الأولى ( النيّة ) سبباً في قبول الثانية ( الصدقة ) عند الله تعالى، حتى لو لم تقع في مكانها الصحيح .


ومسألة الخوف من عدم وصول المال إلى مستحقّيه كانت ولا تزال قضيّة تؤرّق الكثيرين من المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء، وتشكّل هاجساً لديهم، إلا أن الحديث الذي بين يدينا جاء مطمئناً ومبشّراً، أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عمله وأخلص نيّته، ومؤكّداً في الوقت ذاته أن المقصود الأعظم هو البذل والإنفاق بقطع النظر عن وصول الصدقة إلى أهلها .



وقد اشتمل الحديث الشريف على قصّة تدور أحداثها في غابر الزمان، وبطلها رجلٌ من الصالحين، حرص على معاني الجود والعطاء بعيداً عن أعين الناس وكلامهم، وزهد في مدحهم وثنائهم، وقصد بنفقاته وإحسانه رضا الخالق وحده .



وفي ليلةٍ من الليالي، كان يحضّر نفسه للمشاركة في مضمار من مضامير الخير، فقد عزم على أن يتصدّق بصدقة لا يعلم عنها إلا علاّم الغيوب، فخرج مستتراً بظلام الليل، وعلى حين غفلةٍ من الناس، يبحث عن محتاج أعوزه الفقر إلى المال، ومنعه الحياء من السؤال، فوجد في طريقه فقيراً تبدو على محيّاه معاني البؤس، وفي هيئته دلائل الحاجة، فسارع إلى دفع المال إليه ثم استدار مبتعداً عنه، حفاظاً على مشاعره وأحاسيسه .



وأصبح الرّجل الصالح راضياً بما قام به في الليلة السابقة، يرى بعين الخيال فرحة الفقير بالمال وهو بين أهله، وبينما هو غارقٌ في أفكاره إذا بالأخبار تصله أن رجلاً قد تصدّق على سارقٍ البارحة، فعلم أنه المقصود بذلك، فراودته مشاعر مختلطة من خيبة الأمل والحسرة على عدم تحقّق مراده وضياع صدقته، إلا أنّه حمد الله على كلّ حالٍ فقال : ( اللهم لك الحمد على سارق ) .



وعندما جاء الليل قرّر أن يصحّح خطأه، ويضع الصدقة في موضعها، فخرج من بيته، واجتهد في البحث عن محتاج، فأبصر امرأة تقف في قارعة الطريق، وتوسّم فيها الحاجة، فدفع إليها صُرّة المال ثم انصرف .



وجاء اليوم التالي يحمل الخبر الذي أزعجه، فقد وقعت صدقته في يد امرأةٍ من بائعات للهوى وباذلات الشرف، فازداد الرجل غمّاً بغمّ، وقال والألم يعصر فؤاده : "الحمد لله على زانية ".



وللمرّة الثالثة، يتكرّر المشهد، ويتصدّق الرجل ولكن هذه المرّة على غني، ليصبح والناس يتندّرون بفعله، عندها سلّم الرجل أمره لله، ورضي بقضائه وقدره، وحمَد من لا يُحمد على مكروهٍ سواه .



ولعل الرجل لم يرَ أعماله إلا في صورة الهباء الذي تذروه الرياح، ولكن رحمة الله واسعة وفضله أكبر، فجاءته الرؤيا تحيّي موقفه وتشيد بإخلاصه، وتبشّره بقبول صدقاته الثلاثة، رؤيا لا تقف عند الأبعاد المألوفة لمواقف الحياة وسننها، ولكنها تكشف عن البُعد المخبوء للحكمة الإلهيّة : ( أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية، فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني، فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله ) .

~~~~



وقفات مع القصة

الحديث غنيٌّ بالمعاني والدلائل التي تجدر الإشارة إليها، وأوّل محطّاتنا هي بيان الارتباط الوثيق بين العمل والنيّة، وأن قبول الأعمال عند الله يكون على قدر ما تحقّق فيها من التجرّد والإخلاص، وقد أكّد النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك بقوله :
( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) متفق عليه .



ولنا أن نستوحي مما سبق أنه ليس من المهم أن تقع الصدقة في موضعها الصحيح، إنما المهم هو حسن القصد وتصحيح النيّة، ولا يعني ذلك بالطبع الامتناع عن التحرّي في حال السائلين، وكشفِ الصادق من الكاذب، ولكنّ المذموم هو المبالغة في ذلك والتكلّف فيه .


ومن الآثار الحميدة للإخلاص – والتي أشار إليها الحديث بشكلٍ عابر -، أن صاحبها قد ينتفع بأعمال أناسٍ لم يكن له توجيهٌ مباشر إلى الخير، بل كان مجرّد سبب ساقه الله إليهم، فتغيّرت أحوالهم به، فالسارق والزانية والغنيّ – كما في القصة -، قد ينصلح حالهم وتحسن فعالهم، فينال المتصدّق بسببهم أجراً عظيماً .



كما جاء ذكر الرؤيا في سياق القصّة، وتُطلق على ما يراه النائم، وتكون حقّاً من عند الله تعالى بما تحمله من بشارة أو نذارة، ولذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( الرؤيا الصادقة من الله ) رواه البخاري .



وفي الحديث دلالةٌ على فضل التسليم بالقضاء والقدر، وحمد الله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال : في المنشط والمكره، والعسر واليسر، اقتداءً بالنبي – صلى الله عليه وسلم – الذي كان يكثر من الثناء على الله والتمجيد له، مهما نزلت به من صروف الحياة وابتلاءاتها





الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:40 pm
المشاركة رقم: #3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:40 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
الوصية بالأم :



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه .


وزاد في مسلم : (ثم أدناك أدناك) .


معاني المفردات
حسن صحابتي: الصحابة هنا بمعنى الصحبة


تفاصيل الموقف
"أنّى للإنسان أن يكابد الحياة ويُبحر في غمارها بغير صديق يقف معه في محنته، ويعينه في شدّته، ويُشاركه همومه، ويُشاطره أفراحه، ولولا الصحبة والصداقة لفقدت الحياة قدراً كبيراً من لذّتها".


كانت الكلمات السابقة تعبيراً عن القناعة التي تجسّدت في قلب أحد الصحابة الكرام الذين كانوا يعيشون مع النبي –صلى الله عليه وسلم- في المدينة، ومن منطلق هذه القناعة قام بتكوين علاقات شخصيّة وروابط أخويّة مع الكثير ممن كانوا حوله، على تفاوتٍ بين تلك الصلات قوّة وتماسكاً وعمقاً.


وإذا كان الناس يختلفون في صفاتهم وطباعهم، وأخلاقهم وشمائلهم، وأقوالهم وأفعالهم، فمن هو الذي يستحقّ منهم أوثق الصلات، وأمتن العُرَى، وأقوى الوشائج، ليُطهّر المشاعر، ويسمو بالإحساس؟


هذا هو السؤال الكبير الذي ظلّ يطرق ذهن الصحابي الكريم بإلحاح دون أن يهدأ، وسؤال بمثل هذا الحجم لا جواب له إلا عند من أدّبه ربّه وعلّمه، وأوحى إليه وفهّمه، حتى صار أدرى من مشى على الأرض بأحوال الخلق ومعادن الناس.


وهنا أقبل يحثّ الخطى نحو الحبيب –صلى الله عليه وسلم- ليسأله عمّا يدور في ذهنه من تساؤلات، فوجده واقفاً بين كوكبة من أصحابه، فمضى إليه ثم وقف أمامه وقال : " يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟".


خرجت الكلمات من فم الصحابي الكريم وهو يمعن النظر في وجه النبي –صلى الله عليه وسلم- ينتظر جوابه، وكلّ ظنّه أن الإجابة ستكون بياناً لصفاتٍ معيّنة إذا اجتمعت في امريء كانت دليلاً على خيريّته وأحقّيته بالصحبة، أوربّما كان فيها تحديداً لأسماء أفرادٍ ممن اشتهروا بدماثة الخلق ورجاحة العقل.


لكن الجواب الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يكن على النحو المتوقّع، فلقد قال عليه الصلاة والسلام : (أمّك) ، نعم! هي أحقّ الناس بالصحبة والمودّة، ويستزيد الصحابي النبي عليه الصلاة والسلام ليسأله عن صاحب المرتبة الثانية، فيعود له الجواب كالمرّة الأولى : (أمّك) ، وبعد الثالثة يشير –عليه الصلاة والسلام- إلى الأب، ثم الأقرب فالأقرب.

ولا ريب في استحقاق الأمّ لمثل هذه المرتبة العظيمة والعناية الكبيرة، فهي المربّية المشفقة الحانية على أولادها، وكم كابدت من الآلام وتحمّلت من الصعاب في سبيلهم، حملت كُرهاً ووضعت كُرهاً، قاست عند الولادة ما لا يطيقه الرّجال الشداد، ثم تنسى ذلك كلّه برؤية وليدها، لتشغل ليلها ونهارها ترعاه وتطعمه، تتعب لراحته، وتبكي لألمه، وتميط الأذى عنه وهي راضية، وتصبر على تربيته سنيناً طوالاً في رحمةٍ وشفقة لا نظير لهما، فلذلك كانت الوصيّة بصحبتها مكافأةً لها على ما بذلته وقدّمته، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟


إضاءات حول الموقف
ركّز الموقف الذي بين يدينا على حقوق الأقارب من الصلة والمودّة، خصوصاً وأنّهم مظنّة التقصير والنسيان، وتفضيل الأصحاب والأحباب عليهم، فجاء التنبيه عليهم والتذكير ببرّهم أكثر من غيرهم.


وأولى الناس بالبرّ –كما هو مقتضى الحديث- الوالدان، لما لهما من نعمة الإيلاد والتربية، ولذلك قرن الله حقّه بحقّهما، وشكره بشكرهما، قال الله تعالى : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } (الإسراء:23)، وقال تعالى : { أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير } (لقمان:14)، كما جعل رضاه سبحانه وتعالى من رضاهما، وسخطه من سخطهما، قال النبي –صلى الله عليه وسلم- ( رضا الرب في رضا الوالدين، و سخطه في سخطهما ) رواه الطبراني .


وبرّ الوالدين أجلّ الطاعات، وأنفس الأعمال الصالحات، به تُجاب الدعوة، وتتنزّل الرحمة، وتُدفع البليّة، ويزيد العمر، وتحلّ البركة، وينشرح الصدر، وتطيب الحياة، ويُرافق صاحبه التوفيق أينما حلّ.


وتكون الصحبة بالطاعة والتوقير، والإكبار والإجلال، وحسن الحديث بجميل الكلام ولطيف العبارة، وخفض الجناح ذلاً ورحمة ، قال الله تعالى : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } (الإسراء:24)، فإذا تقدّما في السن فوهن العظم وخارت القوى كان البرّ أوجب، والإحسان آكد، قولاً وعملاً، قال تعالى:{ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما } (الإسراء:23)، فجاء الأمر بالقول الكريم، والنهي عن التأفّف والتضجّر، والدعوة إلى المعاملة الرحيمة كمعاملة الخادم لسيّده.


ومن تمام الصحبة وعظيم البرّ الدعاء لهما بعد موتهما، حتى لا ينقطع عنهما مجرى الحسنات، قال النبي –صلى الله عليه وسلم- : ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث :-وذكر منهم- ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم .


وليس المقصود هنا استيفاء جميع النصوص الواردة في حقّ الوالدين وفضل برّهما؛ ولا ذكر ما يتعلّق بصلة الرحم ووجوبها، فإن المقام بنا يطول، وحسبنا أن نعلم أن الرسالة التي جاء بها الحديث تدعو إلى بناء أسرة متماسكة من خلال توثيق الصلاة بين أفرادها، والأسرة نواة المجتمع وقاعدته الصلبة، وبصلاحها تصلح المجتمعات وتثبت دعائمها، وتعمق جذورها، فتتمكّن من أداء رسالتها في الأرض على أكمل وجه





الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:40 pm
المشاركة رقم: #4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:40 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
سر رسول الله صلى الله عليه وسلم



عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أتى عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعب مع الغلمان، فسلّم علينا فبعثني إلى حاجة فأبطأت على أمي، فلما جئتُ قالت: ما حبسك؟، قلت: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجة، قالت: ما حاجته؟، قلت: إنها سر!!، قالت: لا تخبرنّ بسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدا، قال أنس : والله لو حدثتُ به أحداً لحدثتك به يا ثابت " متفق عليه واللفظ لمسلم .


وفي رواية البخاري : " أسرّ إليّ النبي -صلى الله عليه و سلم- سِرّاً، فما أخبرت به أحدا بعده، ولقد سألتني أم سليم رضي الله عنها -أمّه- فما أخبرتها به".


معاني المفردات
فبعثني إلى حاجةٍ: أرسلني لتنفيذ أمرٍ من الأمور.
أبطأت على أمّي: تأخّرت عنها طويلاً.
ما حبسك: ما الذي أخّرك.


تفاصيل الموقف
ها هي ذي أيّام الغلام الصغير أنس بن مالك تنساب كالماء الرقراق في الأودية الخصيبة، وكالنسمة الباردة التي تهبّ تحت ظلال الأشجار، منذ أن تغيّرت حياته بقدوم النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، فقد عهدت به والدته الغميصاء بنت ملحان رضي الله عنها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام قائلة: "يا رسول الله هذا أنيس ابني، أتيتك به يخدمك".


ومنذ ذلك اليوم بدأت مسؤوليّة أنس رضي الله عنه في خدمة النبي –صلى الله عليه وسلم- ومرافقته في حلّه وترحاله، فكان رضي الله عنه لا يألو جُهداً في تلبية رغباته وتنفيذ أوامره، فنال ما لم ينلْهُ غيره من أقرانه في تلقّي الهدي النبوي والعيش في كنف رسول الله وتحت رعايته.


ويروي لنا أنيس -كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يناديه تدليلاً- يوماً من أيّام سعده وهنائه، حيث فرغ من أداء واجباته ذلك اليوم، فانسلّ من بيت النبوّة ليلعب مع الغلمان في أزقّة المدينة ونواحيها، فهو وإن كان خادماً للنبي –صلى الله عليه وسلم- إلا أنه يظلّ في سنّ الصبا وريعانه، وما يعنيه ذلك من الحاجة إلى اللهو البرئ.


وبينما هو منهمكٌ في اللعب إذ قدم عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- فألقى عليهم التحيّة، ثم أشار إليه إشارةً خفيّةً ليتنحّى به جانباً، ويُسرّ إليه بمهمّةٍ خاصّة.


ولا ريب أن النبي –صلى الله عليه وسلم- ما اصطفى أنساً لهذه المهمّة الخاصّة دون غيره من أقرانه، إلا لما رآه فيه من المؤهّلات والصفات التي تؤهّله لهذه المهمّة.


ولم يكد الأمر النبوي يطرق سمع أنس رضي الله عنه حتى هبّ واقفاً وانطلق من فوره يستقصي حاجة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويسعى في تنفيذها، فأخذت منه وقتاً ليس باليسير حتى أنجزها على أتمّ وجه.


على أن أمّه رضي الله عنها أحسّت بتأخّر وليدها أنس إذ لم تعهد ذلك منه، وما إن رأته يدخل عليها حتى بادرته سائلةً: "ما حبسك؟"، فنظر إليها أنس وقال لها: "بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجة"، ولم يزد على ذلك حرفاً!.


أرادت الأم أن تستفصل أكثر، فعاودت السؤال: "ما حاجته؟"، فردّ عليها أنس بأدبٍ خالجه شيءٌ من الاعتذار: "إنها سر!!"، كلماتٌ قليلةٌ تدلّ على نضج شخصيّة هذا الغلام النبيه، فلقد أدرك على صغر سنّه أنّه ما كان له أن يكشف عن سرّ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولو كان لأقرب الناس إليه.


أكبرتْ الأم هذا الموقف السامي من غلامها، فأرادت أن تعزّزه في نفسه وتوطّده في مسيرته، ليظلّ وفاؤه مبدأً راسخاً لا يمكن أن يتنازل عنه مهما كانت المغريات، فقالت مؤكّدة: "لا تخبرنّ بسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً".


وبهذا ينتهي الموقف، ويمضي الزمن، ويتنقّل أنس رضي الله عنه من مرحلة عمريّة إلى ما فوقها، حتى جاوز المائة عام، ولم يزلّ سرّ النبي –صلى الله عليه وسلم – محفوظاً، ولم يزل هذا الموقف أحد مفاخره رضي الله عنه التي عبّر عنها بقوله: "والله لو حدثتُ به أحداً لحدثتك به يا ثابت " .


إضاءات حول الموقف
لو وضعنا هذا الموقف تحت مجهر التأمّل والاعتبار، لخرجنا منه بفوائد عديدة تصلح كلّ واحدة منها لبحثٍ مستقلّ، وحسبنا أن نشير إليها إشارةً عابرة كي يستفيد منها القارئ، فنقول:


من فوائد الموقف، التنبيه على حاجة الأطفال إلى اللعب والترفيه، لتحقيق التنشئة الاجتماعيّة المتوازنة، والقيام بارتقاء النفس واكتساب المهارات الشخصيّة والقدرة على التواصل مع الآخرين ، ولذلك نجد علماء النفس والاجتماع يؤكّدون على أهمّية اللعب للناشئة ودوره في التربية، بل قاموا بإدخاله في المخطّطات والبرامج التعليمية.


ورسول الله –صلى الله عليه وسلّم قد سبقهم في ذلك كلّه فأقرّ لعب الأطفال في أكثر من موضع من سيرته.


ومن فوائد الموقف: حرص النبي –صلى الله عليه وسلم- على معاملة الأطفال بمنطق المسؤوليّة والتوجيه ليصنع منهم رجالاً، ويجعلهم ذخيرةً للأمّة في مستقبلها، نلمح ذلك من خلال قيامه عليه الصلاة والسلام بإلقاء السلام على الصغار، وهذا السلام وإن كان الهدف منه نشر قيمة السلام في المجتمع، إلا أنّه يحمل في طيّاته الرغبة في تعويد الصغار على الاستماع إليه ليعتادوه، ثم يطبّقوه مع غيرهم، كما يهدف إلى إزالة الحواجز الخفيّة التي تمنعهم من التعامل الإيجابي مع الأكبر منهم سنّاً، ليكونوا أقوياء على الحق، وتنشأ لديهم القوة النفسية التي تحمل صاحبها على معالي الأمور والبعد عن سفاسفها، وهذا هو عين السبب الذي جعل النبي –صلى الله عليه وسلم- يستحفظ سرّه عند غلامه أنس رضي الله عنه وهو بمثل هذه السنّ.


وفي سؤال الأم لابنها حول أسباب تأخّره، لفتةٌ مهمّة إلى دور الأسرة في تفقّد أولادها ومتابعتهم الدقيقة، بحيث يلحظون ما يطرأ عليهم من تغيّر في السلوك خصوصاً مع كثرة المؤثّرات خارج النطاق الأسري، ومثل هذه الرقابة الدقيقة وغير المباشرة تسهم في اجتثاث أي انحراف طارئ، ومن ثمّ تداركه قبل أن يستفحل خطره ويعظم أمره.


ويعظم موقف الأمّ عندما لم تلحّ على ابنها في السؤال، في حين أن كثيراً من نساء المسلمين ُيكثرن من سؤال أولادهنّ في الأمور التي تتعلّق بالآخرين وخصوصيّاتهم، ما يعود بالأثر السيئ على الطفل وسلوكه، فينشأ فضوليّاً غير قادرٍ على كتمان الأسرار.

ومما يستوقفنا من الحوار بين أنس رضي الله عنه وأمه، قوله عنها : " فأبطأت على أمي"، إنّه تأنيب الضمير على تأخّره وما يعكسه من اهتمامه بأمرها، بحيث كان قلقه نابعاً من داخله وبقناعة تامّة منه.


ثم تبقى الإشارة إلى بيان أهمّية كتمان السرّ وحرمة إفشائه وتضييعه، وقد جاءت بذلك جملةٌ من النصوص الشرعيّة، كقول الله تعالى في محكم التنزيل: { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا } (الإسراء:34)، وقول النبي –صلى الله عليه وسلم – : ( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها) رواه مسلم ، وقوله: (إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة) رواه الترمذي ، وقوله: ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له) رواه أحمد .










الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:41 pm
المشاركة رقم: #5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:41 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
لئلا يتكلوا :


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" كنا قعودا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معنا أبو بكر وعمر في نفر، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخشينا أن يُقْتَطَع دوننا، وفزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار، فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد، فإذا ربيعٌ يدخل في جوف حائط من بئر خارجة - والربيع الجدول -، فاحتفزت كما يحتفز الثعلب، فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ( أبو هريرة ؟) ، فقلت: نعم يا رسول الله، قال: (ما شأنك؟) ، قلت: كنتَ بين أظهرنا، فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا، ففزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي، فقال: (يا أبا هريرة -وأعطاني نعليه-، اذهب بنعليّ هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشّره بالجنة) ، فكان أول من لقيتُ عمر ، فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة ؟، فقلت: هاتان نعلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني بهما، من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشّرته بالجنة، فضرب عمر بيده بين ثدييّ فخررت لاستي، فقال: ارجع يا أبا هريرة ، فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأجهشت بكاءً، وركبني عمر فإذا هو على أثري، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ما لك يا أبا هريرة ؟) ، قلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به، فضرب بين ثدييّ ضربةً خررتُ لاستي، وقال: ارجع، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا عمر!، ما حملك على ما فعلت؟) ، قال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه، بشّره بالجنة؟ قال: (نعم ) ، قال: فلا تفعل؛ فإني أخشى أن يتّكل الناس عليها فخلّهم يعملون، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فخلّهم ) رواه مسلم .


معاني المفردات
يقتطع دوننا: يصيبه المشركون بأذى مستغلّين بعده عنهم.
احتفز : تضامّ وقارب بين أعضائه ليسعه المدخل.
الحائط : البستان.
فخررت لاستي: سقط على مقعدته.
الربيع : النهر الصغير.
أجهش : هم بالبكاء.
وركبني عمر : لحقني عمر .


تفاصيل الموقف
تنافسٌ قويّ وسباقٌ على أشدّه ترى ملامحه واضحةً عند من يتتبّع حياة الصحابة رضوان الله عليهم، وقِوام هذه المسابقة هي ملازمة النبي –صلى الله عليه وسلم- ومرافقته، للأخذ من هديه، وحفظ كَلِمِه، والاقتباس من نوره، واستجلاء منهجه.


ومن بين المتصدّرين في هذا المضمار ثلاثة من خيرة أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-: أبو بكر وعمر وأبو هريرة رضي الله عنهم، ولقد كان النصيب الأكبر والحظ الأوفر من هذه الملازمة من نصيب أبي هريرة رضي الله عنه القادم من اليمن، والذي كان يعيش على لقيماتٍ يُقمن صلبه –كحال أهل الصفّة- ليجعل ما دون ذلك من الوقت خالصاً لمصاحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يشغله الصفق في الأسواق ولا السعي في الأرزاق كشأن صاحبيْه.


وعلى هذا الأساس نجد أن ذكر هؤلاء الثلاثة في معرض الحديث عن مجالس النبي –صلى الله عليه وسلم- أمرٌ مألوف، كما هو الحال في الموقف الذي نتناوله، حيث تحلّقوا حول النبي –صلى الله عليه وسلم- مع غيرهم من الصحابة يستمعون إليه، وينهلون من معينه، ثم قام عنهم النبي عليه الصلاة والسلام لأمرٍ يعمله وحاجةٍ يقضيها.


واستمرّت هذه الجلسة الإيمانيّة يصدح فيها عذب الأحاديث وشهد الأقوال ومسك العبارات، حتى استطاع هاجسٌ خفيّ أن يتسلّل إليها، وأن يُلقي بظلاله على الحاضرين، إنه شعورٌ مبهم يتعلّق باستبطائهم عودة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو الذي كان قيامه يوحي بعودته سريعاً.


ويعبّر أبو هريرة رضي الله عنه عن مشاعر الفزع التي طوّقت نفسه، والخواطر الموحشة التي استولت على تفكيره: لعلّ مكروهاً أصاب النبي –صلى الله عليه وسلم- ونحن لا نعلم شيئاً عن ذلك، أم لعلّها محاولة دنيئةٌ لاغتياله والقضاء عليه على حين غِرّة؟.


وكان هذا الخاطر بمثابة السهم الذي اخترق قلب أبي هريرة رضي الله عنه لينزف مخاوفه، فانطلق هو ومن معه يحثّون الخطى بحثاً عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وكلّهم أملٌ أن يجدوا ما يبدّد هواجسهم ويقرّ عيونهم.


وأثناء البحث المضني توقّف أبو هريرة رضي الله عنه أمام بستان من بساتين الأنصار، فأُلقي في روعه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- داخل هذا البستان، فدار حوله يبحث عن بابه فلم يجده، ومن الواضح أن الحائط كان عالياً، فما العمل؟.


وبينما هو يفكّر في السبيل إلى الدخول إذ أبصر نهراً صغيراً يعبر البستان من خلال تجويفٍ صغيرٍ في الحائط، فنظر أبو هريرة رضي الله عنه إلى الفجوة فوجدها ضيّقة نسبيّاً، لكن مع قليل من الجهد يمكنه أن يمرّ خلالها، وهكذا نجح رضي الله عنه في الدخول، وانطلق مسرعاً يجوب أنحاء البستان بحثاً عن نبيّ الأمة، حتى وجده في ناحيةٍ من نواحيها آمناً معافى، فهدأت نفسه وتنفّس الصعداء.


فوجئ النبي –صلى الله عليه وسلم- بقدوم أبي هريرة رضي الله عنه عليه، فسأله قائلاً : (ما شأنك؟) ، فقصّ عليه القصّة، وأخبره بأن الناس قلقون عليه، ويقطعون شوارع المدينة وأزقتها بحثاً عنه، فُسرّ النبي عليه الصلاة والسلام بهذه العواطف النبيلة والمشاعر الصادقة، التي ما كانت لتبلغ هذا القدر لولا عظيم محبّتهم له، فأراد أن يُكافئهم على جميل موقفهم وعظيم اهتمامهم ببشرى يزفّها إليهم.


لقد أمر أبا هريرة رضي الله عنه أن يخرج إلى أصحابه ويُعلم من يلقاه بأن من شهد أن لا إله إلا الله عن يقينٍ جازمٍ فمأواه الجنّة، وأمره كذلك أن يأخذ النعلين النبويّتين علامة صدقٍ على هذه البشارة.


وكان أوّل من لقيه أبو هريرة رضي الله عنه بعد خروجه هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي استغرب وجود نعلي النبي –صلى الله عليه وسلم- بحوزته، فأخبره أبو هريرة بالمهمّة التي كُلّف بالقيام بها.


لكن عمر رضي الله عنه خشي أن يُساء فهم البشارة النبويّة بحيث تؤدّي إلى التهاون في الفرائض، والرغبة عن النوافل، والاتّكال على رحمة الله، فدفع عمر أبا هريرة رضي الله عنهما بمجامع كفّه قاصداً أن يثنيه عن إخبار الناس، فإذا بالدفعة من يد عمر في القوّة والشدّة حتى آلت إلى سقوط أبي هريرة أرضاً، وتأذّيه.


أبصر النبي –صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة رضي الله عنه وقد احمرّت عيناه وكادت الدموع تنهمر من عينيه، و عمر رضي الله عنه يقفو أثره، وإذا بأبي هريرة يشتكي ما فعله به عمر ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( يا عمر !، ما حملك على ما فعلت؟) ، فنقل إليه عمر مخاوفه وأشار عليه أن يدع الناس يعملوا ولا يتّكلوا، فاستحسن النبي –صلى الله عليه وسلّم- ذلك الكلام ووافقه.


إضاءات حول الموقف
ثمّة مواضع تستوقف المتأمّل وتفيض بدلالاتها على النفوس، فمن ذلك: فضل كلمة التوحيد،وعظمها. فهي أصل دعوة الرسل، وهي الشهادة التي شهد الله تعالى بها لنفسه، وهي كلمة التقوى، ومفتاح الجنّة، وسبيل النجاة، والعروة الوثقى، وقد استفاضت آيات القرآن وأحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم- في تأصيلها وكيفيّة تحقيقها وبيان نواقضها، بما لا يسعه المقام هنا.


ومما يستفاد منه في هذا الموقف: مسألتان: مراعاة حال المخاطبين، وضرورة تحقيق الموازنة ، أما الأولى: فتظهر من خلال بيان عمر رضي الله عنه لأصناف الناس، فمنهم من تزيده البشارة جدّاً في العمل، ونشاطاً على العبادة، وعزماً على الاستزادة، ومنهم من تقوده أحاديث الرحمة إلى التقاعس والتواكل، فتكون الحكمة إذاً بمخاطبةٍ كلٍّ بما يناسبه، ولذلك رأى العلماء في الحديث جواز الإمساك عن بعض العلوم للمصلحة أو خوف المفسدة، ولئن كان في تبشير الناس مصلحة ، ففي اتكالهم على ذلك وعدم فهمهم للحق مفسدة أكبر.


ويوضّح ذلك الإمام ابن الصلاح بقوله: "مَنْعُه من التبشير العام خوفاً من أن يسمع ذلك من لا خبرة له ولا علم ، فيغترّ ويتكل ، وأخبر به – صلى الله عليه وسلم – على الخصوص مَنْ أَمِن عليه الاغترار والاتكال من أهل المعرفة ،فإنه أخبر به معاذاً ،فسلك معاذ هذا المسلك،فأخبر به الخاصة من رآه أهلا لذلك".


وأما الثانية: فإن من الموازنة المطلوبة الجمع بين الترغيب والترهيب؛ ومن الملاحظ على بعض الدعاة الاقتصار على الترهيب أو إهمال ما يقابله من بثّ نصوص الرجاء الشرعيّة التي تبيّن سعة رحمة الله عزّ وجلّ وتوبته على عباده، ولفت النظر إلى نعيم الجنّة وما أعدّه الله للمؤمنين، وغير ذلك من الأمور التي تشحذ العزائم وتنهض بالهمم، فالمطلوب الموازنة بين الأمرين من غير إفراطٍ ولا تفريط.


وفي الموقف تنبيه على فضيلة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكيف أجرى الله على لسانه الحقّ في كثير من الأحيان، كما قال النبي -صلى الله عليه و سلم-: ( إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم مُحَدَّثون –وهم الملهمون بالحق-، وإنه إنْ كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب ) رواه البخاري ومسلم .


ويبقى التنبيه على الفرق بين الفضوليّة التي جعل النبي –صلى الله عليه وسلم- تركها علامةً على حُسن إسلام المرء بقوله : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) رواه الترمذي ، وبين الاستيضاح المطلوب في بعض المسائل والاستفصال فيها لمعرفة الأمر على وجهه وصورته، وذلك مستفادٌ من موقف عمر مع أبي هريرة رضي الله عنهما





الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:41 pm
المشاركة رقم: #6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:41 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
من لا برحم .. لا يٌرحم



عن أبى هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس رضي الله عنه أبصر النبى -صلى الله عليه وسلم- يقبّل الحسن ، فقال: "إن لي عشرةٌ من الولد ما قبّلت واحداً منهم"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( إنه من لا يَرحم، لا يُرحم) متفق عليه.


وفي رواية المستدرك عن عائشة رضي الله عنها: (أرأيت إن كان الله نزع الرحمة من قلبك فما ذنبي؟) .


تفاصيل الموقف
نطالع في هذه السطور طبيعتين متغايرتين، وموقفين متناقضين، وشخصيّتين متباينتين، تمثّلت الأولى منهما في نبيّ كريم، وكنفٍ رحيم، تنضحُ مواقفه بالرعاية الحانية، واللمسة الرقيقة، والوجه البشوش، والجانب الليّن، والحفاوة البالغة.


وأما الأخرى منهما، فجلافةٌ في الطبع، وقسوةٌ في التعامل، ورحمةٌ غاض ماؤها، وجفّت بساتينها، وذبلت أزهارها، لتحلّ محلّها قسوةٌ لا تلين، وشدّة لا مكان فيها لمعاني الرّقة والحنوّ، والعطف والرّفق.


تلك هي شخصيّة الأقرع بن حابس سيّد بني تميم، من أعراب الباديّة الذين عركتهم حياة البادية –بقسوتها وشدّتها- ونهشتهم بأنيابها، فتطبّعوا بطباعها، وتخلّقوا بأخلاقها.


ومن هذا المنطلق كان الأقرع بن حابس يُعامل أولاده العشرة منذ نعومة أظفارهم معاملة الكبار والرّجال، دون أن يسمح للمشاعر المرهفة والإحسان المطلوب لسنّ الطفولة أن تجد لها طريقاً إلى التعامل مع أبنائه.


ثم تهيّأت الفرصة للأقرع أن يزور رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في بيته؛ ليتجاذب معه أطراف الحديث، فأكرمه النبي عليه الصلاة والسلام واستقبله أحسن استقبال، وأقبل إليه بوجهه البشوش وقلبه الكبير كعادته عليه الصلاة والسلام مع ضيوفه.


وصادف في هذه الأثناء أن دخل الحسن رضي الله عنه إلى مجلس النبي –صلى الله عليه وسلم- والشوق واللهفة يدفعانه دفعاً إلى الحضن النبويّ الدافئ، والرّحمة الفيّاضة، وكيف لا يفعل الصغير ذلك وذاكرته ملأى بمواقف الحبّ والحفاوة التي يحظى بها مع أخيه الحسين رضي الله عنهما؟.


وهكذا ألقى الصبيّ نفسه بين أحضان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ليضمّه عليه الصلاة والسلام ويقبّله مراراً، وعندما أبصر الأقرع هذا المشهد –وهو مشهدٌ غير مألوف بالنسبة له- انعقد حاجباه دهشةً واستغراباً، فلم يكن من المألوف لديه معاملة الصغار بمثل هذه الشفقة والرحمة، فلذلك علّق قائلاً: "إن لي عشرةٌ من الولد ما قبّلت واحداً منهم".


ما هذا الطبع الذي اتّصف به الأقرع ليحرمه من بركة الله وفضله، ورحمته الموعودة للرحماء في الأرض كما هو منصوصٌ عليه في الشرع، فما كان من النبي –صلى الله عليه وسلم- إلا أن أجابه معلماً: : ( إنه من لا يَرحم، لا يُرحم) ، وفي رواية: (أرأيت إن كان الله نزع الرحمة من قلبك فما ذنبي؟) .


إضاءات حول الموقف
يُرشد الموقف النبويّ الكريم إلى ضرورة معاملة الصغار من منطلق الرحمة والرأفة والشفقة، وهذا يقتضي في المقابل ترك الغلظة والجفاء معهم بكافّة أشكاله وصوره؛ وهذا الإرشاد مستفادٌ من فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- مع الحسن رضي الله عنه من الملاطفة والتقبيل، ومن قوله عليه الصلاة والسلام: : ( إنه من لا يَرحم، لا يُرحم) .


فالله سبحانه وتعالى يرحم من عباده الرّحماء، وأولى الناس بمظاهر الرّحمة والرأفة هم صغار السنّ والذين يعيشون مرحلة الطفولة، وهذا يستدعي مودّة تسعهم، وحلماً لا يضيق بجهلهم، وملاعبةً تًنمّي الأواصر وتقوّي الصلات الروحيّة بين الصغير والكبير.


وهذه الرعاية الخاصّة التي جاء التوجيه النبوي بها لها أثرٌ كبير على نفسيّة الأطفال واستقرارهم العاطفيّ، وهي عاملٌ أصيلٌ من عوامل النموّ السلوكيّ، فصدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم- القائل: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا) رواه أحمد





الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:41 pm
المشاركة رقم: #7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:41 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
صباح عبق بذكر الله ....


عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلاً أكل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشماله، فقال له: ( كل بيمينك ) ، قال: "لا أستطيع! "، ما منعه إلا الكبر ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا استطعت ) ؛ فما رفعها إلى فيه، رواه مسلم .


معاني المفردات
إلى فيه: إلى فمه


تفاصيل الموقف
صورٌ كثيرة مرّت علينا من مواقف النبي –صلى الله عليه وسلم -، تجلّت فيها إنسانيّته عليه الصلاة والسلام ، وبرزت فيها رحمته بالخلق وعطفه عليهم، والرفق بهم والإحسان إليهم، بل والصبر على أذاهم، لكننا اليوم نقف مع مشهد مغاير تجلّت فيه مظاهر الحزم والقوّة، والزجر والتسخّط على رجلٍ خالف أخلاق الأنبياء، وشِيَم الأولياء، ليستحقّ بعظيم جُرْمه وقبيح فعله دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم – عليه.


وإننا لن نستطيع أن نستبين شدّة الموقف أو نفهم سبب الإغلاظ الذي واجه فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك الرّجل، إلى الحد الذي جعله يدعو عليه –والأنبياء هم أرجى الناس قبولاً للدعاء -، إلا إذا تأمّلنا المشهد بكافّة تفاصيله وملابساته.


فلنعد إذاً إلى البداية، ففي ظهيرة يومٍ من أيام المدينة الصائفة، إذ قدم ضيوفٌ على النبي –صلى الله عليه وسلم- فاستقبلهم بحفاوته المعهودة وكرمه المعروف، وأجلسهم بفناء بيته ليبادلهم أطراف الحديث، وكان من بين الجلوس رجلٌ يُقال له: "بسر ابن راعي العير"، و"بسرٌ" هذا كان ممّن طُبع على قلبه وتلوّثت نفسه بأشدّ الأمراض فتكاً وأردئها وصفاً، ألا وهو داء الكبر المانع من الانقياد للحق.


وحينما حانت ساعة الغداء، وقدّم النبي –صلى الله عليه وسلم- الطعام، وشرع الضيوف في الأكل، لاحظ عليه الصلاة والسلام "بسراً" وهو يأكل بيده اليُسرى بدلاً من اليُمنى فبادر إلى تنبيهه إلى الخطأ الذي وقع فيه، فقال له : ( كل بيمينك ) .


لكنّ الرجل بما قام في نفسه من استكبار وتعاظم، رفض أن ينصاع لأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- وتوجيهه، وفي الوقت ذاته لم يشأ أن يُظهر امتناعه صراحة، فتذرّع بالعجز وعدم القدرة على تناول الطعام بيده اليُمنى، علّه أن يُفلت من نظرات اللوم والعتاب.


وهنا تعاظم سخط النبي –صلى الله عليه وسلم- على الرّجل كيف يأبى الطاعة متذرّعاً بعدم الاستطاعة؟ وقد بدت تلك الحجّة واهيةً ساذجةً لا تخفى على لبيب عاقل يُبصر مظاهر الأنفة والاستكبار باديةً على وجه صاحبها، فهل ستخفى على سيّد وحكيم الإنسانيّة؟


كان لابدّ إذاً من العقاب والتأديب، حتى يكون عبرةً لمن يعتبر، فدعا النبي –صلى الله عليه وسلم- عليه قائلاً : ( لا استطعت ) ؛ وما إن خرجت هذه الكلمة من فمه عليه الصلاة والسلام حتى صعدت مباشرةً إلى السماء ووافقت ساعة إجابة، فنزل البلاء بالرّجل كأسرع ما يكون، لقد يبست يده حتى لم يعد قادراً على رفعها إلى فمه، وظلّت هذه العلّة فيها حتى مماته، جزاءً له على عدم مبالاته واستخفافه.


إضاءات حول الموقف
يريد النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يحذّر أمّته من خطورة هذا الداء الوبيل؛ ذلك لأن الاستكبار في الأرض والاستنكاف عن الحق من أخطر الأمراض التي يُبتلى بها القلب، وصاحبها مُتوعّدٌ بالصرف عن الاتعاظ بآيات الله وأخذ العبرة منها، قال سبحانه وتعالى : { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } (الأعراف:146)، ولأنّ المتكبّر ينظر إلى نفسه بعين الكمال وإلى غيره بعين النقص يطبع الله على قلبه، وذلك مذكورٌ في قوله تعالى: { كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} (غافر:35) ، وقد جعل الله جهنم مثوىً للمتكبّرين كما في الآية الكريمة، وصحّ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قوله: ( ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتلٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ–العتل:الغليظ من الناس والجوّاظ:الذي يجمع المال ولا ينفقه في سبيل الله-) متفق عليه.


ومن المؤسف أن صور الاستنكاف عن الحق ورفضه موجودة في أيّامنا، ترى ذلك في امتناع البعض عن رصّ الصفوف وتسويتها في الصلاة، وتلمسه في صدود آخرين عن قبول النصح الصادق من أهل الخير وطعنهم في نوايا الناصحين، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.


ومن ذرائع بعض المُترفين وتحايلهم على الشرع، قيامهم بالشرب مستخدمين في ذلك اليد اليُسرى، بدعوى أنهم لا يريدون تلويث الكوب ببقايا الطعام، وكأنّ المسألة تتعلّق بأمرٍ مستحبٍّ لا واجب، أو كأنّهم لا يقدرون على إمساك ذلك الكوب بالسبّابة والإبهام من أسفله لينجو من هذا الحرج المزعوم، لكنّه العناد والإباء.


ولا يتناول النهي من كانت في يده جراحةٌ أو إصابةٌ أو نحو ذلك مما يمنعه من استخدام يده على الوجه الأكمل، فإنّه يرخّص له الأكل أو الشرب بيده الأخرى عملاً بالقاعدة الشرعيّة المعروفة: الضرورات تبيح المحذورات، يقول الإمام النووي رحمه الله في ذلك : " فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة".


ومن المباحث التي يذكرها العلماء عند شرح هذا الحديث، السبب الذي جاء لأجله تحريم الأكل بهذه الطريقة، وهو التشبّه بالشيطان الرجيم، فقد صحّ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يأكلن أحدٌ منكم بشماله ولا يشربنّ بها؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها ) رواه مسلم ، بل ورد عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: (من أكل بشماله أكل معه الشيطان، ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان) رواه أحمد في مسنده، وقال الحافظ ابن حجر : "إسناده حسن"، ثمّ إن الشّمال ينبغي قصر استخدامها في إزالة المستقذرات عند الاستنجاء أو في الاستنثار –وهو إخراج الماء من الأنف- ونحو ذلك.


ومما يدل عليه الحديث: جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعى بلا عذر، وفيه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في كل حال، وكذلك استحباب تعليم الآكل آداب الأكل إذا خالفه.









الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:42 pm
المشاركة رقم: #8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:42 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
صباح عبق بذكر الله ....


عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلاً أكل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشماله، فقال له: ( كل بيمينك ) ، قال: "لا أستطيع! "، ما منعه إلا الكبر ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا استطعت ) ؛ فما رفعها إلى فيه، رواه مسلم .


معاني المفردات
إلى فيه: إلى فمه


تفاصيل الموقف
صورٌ كثيرة مرّت علينا من مواقف النبي –صلى الله عليه وسلم -، تجلّت فيها إنسانيّته عليه الصلاة والسلام ، وبرزت فيها رحمته بالخلق وعطفه عليهم، والرفق بهم والإحسان إليهم، بل والصبر على أذاهم، لكننا اليوم نقف مع مشهد مغاير تجلّت فيه مظاهر الحزم والقوّة، والزجر والتسخّط على رجلٍ خالف أخلاق الأنبياء، وشِيَم الأولياء، ليستحقّ بعظيم جُرْمه وقبيح فعله دعاء النبي –صلى الله عليه وسلم – عليه.


وإننا لن نستطيع أن نستبين شدّة الموقف أو نفهم سبب الإغلاظ الذي واجه فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك الرّجل، إلى الحد الذي جعله يدعو عليه –والأنبياء هم أرجى الناس قبولاً للدعاء -، إلا إذا تأمّلنا المشهد بكافّة تفاصيله وملابساته.


فلنعد إذاً إلى البداية، ففي ظهيرة يومٍ من أيام المدينة الصائفة، إذ قدم ضيوفٌ على النبي –صلى الله عليه وسلم- فاستقبلهم بحفاوته المعهودة وكرمه المعروف، وأجلسهم بفناء بيته ليبادلهم أطراف الحديث، وكان من بين الجلوس رجلٌ يُقال له: "بسر ابن راعي العير"، و"بسرٌ" هذا كان ممّن طُبع على قلبه وتلوّثت نفسه بأشدّ الأمراض فتكاً وأردئها وصفاً، ألا وهو داء الكبر المانع من الانقياد للحق.


وحينما حانت ساعة الغداء، وقدّم النبي –صلى الله عليه وسلم- الطعام، وشرع الضيوف في الأكل، لاحظ عليه الصلاة والسلام "بسراً" وهو يأكل بيده اليُسرى بدلاً من اليُمنى فبادر إلى تنبيهه إلى الخطأ الذي وقع فيه، فقال له : ( كل بيمينك ) .


لكنّ الرجل بما قام في نفسه من استكبار وتعاظم، رفض أن ينصاع لأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- وتوجيهه، وفي الوقت ذاته لم يشأ أن يُظهر امتناعه صراحة، فتذرّع بالعجز وعدم القدرة على تناول الطعام بيده اليُمنى، علّه أن يُفلت من نظرات اللوم والعتاب.


وهنا تعاظم سخط النبي –صلى الله عليه وسلم- على الرّجل كيف يأبى الطاعة متذرّعاً بعدم الاستطاعة؟ وقد بدت تلك الحجّة واهيةً ساذجةً لا تخفى على لبيب عاقل يُبصر مظاهر الأنفة والاستكبار باديةً على وجه صاحبها، فهل ستخفى على سيّد وحكيم الإنسانيّة؟


كان لابدّ إذاً من العقاب والتأديب، حتى يكون عبرةً لمن يعتبر، فدعا النبي –صلى الله عليه وسلم- عليه قائلاً : ( لا استطعت ) ؛ وما إن خرجت هذه الكلمة من فمه عليه الصلاة والسلام حتى صعدت مباشرةً إلى السماء ووافقت ساعة إجابة، فنزل البلاء بالرّجل كأسرع ما يكون، لقد يبست يده حتى لم يعد قادراً على رفعها إلى فمه، وظلّت هذه العلّة فيها حتى مماته، جزاءً له على عدم مبالاته واستخفافه.


إضاءات حول الموقف
يريد النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يحذّر أمّته من خطورة هذا الداء الوبيل؛ ذلك لأن الاستكبار في الأرض والاستنكاف عن الحق من أخطر الأمراض التي يُبتلى بها القلب، وصاحبها مُتوعّدٌ بالصرف عن الاتعاظ بآيات الله وأخذ العبرة منها، قال سبحانه وتعالى : { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } (الأعراف:146)، ولأنّ المتكبّر ينظر إلى نفسه بعين الكمال وإلى غيره بعين النقص يطبع الله على قلبه، وذلك مذكورٌ في قوله تعالى: { كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} (غافر:35) ، وقد جعل الله جهنم مثوىً للمتكبّرين كما في الآية الكريمة، وصحّ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قوله: ( ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتلٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ–العتل:الغليظ من الناس والجوّاظ:الذي يجمع المال ولا ينفقه في سبيل الله-) متفق عليه.


ومن المؤسف أن صور الاستنكاف عن الحق ورفضه موجودة في أيّامنا، ترى ذلك في امتناع البعض عن رصّ الصفوف وتسويتها في الصلاة، وتلمسه في صدود آخرين عن قبول النصح الصادق من أهل الخير وطعنهم في نوايا الناصحين، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.


ومن ذرائع بعض المُترفين وتحايلهم على الشرع، قيامهم بالشرب مستخدمين في ذلك اليد اليُسرى، بدعوى أنهم لا يريدون تلويث الكوب ببقايا الطعام، وكأنّ المسألة تتعلّق بأمرٍ مستحبٍّ لا واجب، أو كأنّهم لا يقدرون على إمساك ذلك الكوب بالسبّابة والإبهام من أسفله لينجو من هذا الحرج المزعوم، لكنّه العناد والإباء.


ولا يتناول النهي من كانت في يده جراحةٌ أو إصابةٌ أو نحو ذلك مما يمنعه من استخدام يده على الوجه الأكمل، فإنّه يرخّص له الأكل أو الشرب بيده الأخرى عملاً بالقاعدة الشرعيّة المعروفة: الضرورات تبيح المحذورات، يقول الإمام النووي رحمه الله في ذلك : " فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة".


ومن المباحث التي يذكرها العلماء عند شرح هذا الحديث، السبب الذي جاء لأجله تحريم الأكل بهذه الطريقة، وهو التشبّه بالشيطان الرجيم، فقد صحّ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يأكلن أحدٌ منكم بشماله ولا يشربنّ بها؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها ) رواه مسلم ، بل ورد عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: (من أكل بشماله أكل معه الشيطان، ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان) رواه أحمد في مسنده، وقال الحافظ ابن حجر : "إسناده حسن"، ثمّ إن الشّمال ينبغي قصر استخدامها في إزالة المستقذرات عند الاستنجاء أو في الاستنثار –وهو إخراج الماء من الأنف- ونحو ذلك.


ومما يدل عليه الحديث: جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعى بلا عذر، وفيه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في كل حال، وكذلك استحباب تعليم الآكل آداب الأكل إذا خالفه.









الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:45 pm
المشاركة رقم: #9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:45 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
عبد شكور:

...//// عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : " قام النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تورمت قدماه فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: (أفلا أكون عبدا شكوراً؟ ) " متفق عليه واللفظ للبخاري .وفي رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال : (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟ ) فلما كثُرَ لحمه صلّى جالسا".معاني المفردات تورّمت : انتفخت.تفاصيل الموقف النبي – صلى الله عليه وسلم –كما نعرفه: خاتم الأنبياء، وصفوة الأولياء، وخير البريّة، وهادي البشريّة، شفيع الخلق يوم القيامة، وأوّل من يفتح له باب الجنّة، الموعود بالمقام المحمود الذي لا يبلغه أحد، والمغفور له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.أفمن كان بتلك المنازل العالية، والمقامات السامية، والوعود الإلهيّة في دنياه وآخرته، أليس الحريّ به أن يركن إلى ذلك كلّه؟ بدلاً من إجهاد النفس بالعبادة وإدخال المشقّة عليها بالقيام؟ وحرمانها من نصيبٍ أكبر من الدنيا، والإكثار عليها بألوان الذكر والصلوات، على نحوٍ يفوق تحمّل الصحابة رضوان الله عليهم – وهم من هم – فضلاً عن غيرهم؟.ولكنّه الدرس العظيم، والحكمة الرائعة، والرؤية الثاقبة، والمنطق الرزين، لحقيقة العبوديّة وأسرارها، ومقتضيات النعمة ومتطلّباتها، في لوحة نبويّة مشرقة الجنبات، متلألئة الأنوار،تسرّ الناظرين، وتهدي الحائرين.ولباب القصّة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ومنذ أن نزل عليه قول الحقّ جلّ وعلا : { إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا } ( المزمّل : 5 ) صار ديدنه إذا ادلهمّ الليل واشتدّت ظلمته، أن يُلقي بالدنيا وراء ظهره، ويغلق بابها خلفه، بكلّ أحداثها ومواقفها، وشخصيّاتها وعلاقاتها، قاصداً ركن بيته، مُقبلاً على ربّه وخالقه، وسيّده ومولاه، بكل جارحة من جوارحه، يُعمل فكره في آلاء الله عليه، ويتدبّر آياتٍ أُنزلت عليه، متبتّلاً في محرابه ساجداً وقائماً، ويظلّ على حاله ذلك حتى يتصرّم الليل ولا يبقى منه إلا شطره الأخير، ثم يدعو بما فتح الله عليه. وتلحظ عائشة رضي الله عنها طول قيام النبي – صلى الله عليه وسلم -، وتُبصر آثار ذلك واضحةً جليّة، فالشقوق وجدت طريقها في القدمين الشريفتين، علاوةً على الانتفاخ الحاصل فيهما جرّاء الوقوف الطويل.وهنا تُشفق عائشة رضي الله عنها على زوجها، ويُؤلم قلبها ما تراه من إجهاد النبي – صلى الله عليه وسلم – لنفسه في سبل العبادة وطرائقها، لتخاطبه خطاب المحبّ العطوف : " لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ " وكأنها رضي الله عنها تترجّاه أن يخفّف على نفسه ويعطيها مساحة أكبر من الراحة، ما دامت البُشرى الإلهيّة بغفران الذنوب متحقّقة.ويأتي جواب النبي – صلى الله عليه وسلم – ناطقاً بالحكمة، في كلماتٍ معدودة، تُخاطب في المرء أوّل ما تُخاطب وجدانه، وتُرشده إلى أُفُقٍ أرحب، وتصوّر أشمل: ( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟ ) فعبادة الله سبحانه وتعالى لا تكون خوفاً من عواقب الذنوب فحسب، ولا طلباً للرحمة وكفى، بل تكون كذلك صورةً من صور الشكر للمنعم على إنعامه، والاعتراف له على توفيقه وامتنانه، والأنبياء هم أولى الناس طرْقاً لهذا الباب، حيث اصطفاهم الله بالرسالة، وزيّنهم بالعصمة والجلالة، وأعظِم بها من نعمة.إضاءات حول الموقف الشكر من شعب الإيمان الجامعة، يملأ النفس رضاً بالخالق، والقلبَ سلامةً من الغلّ، ويورث الأخلاق شعوراً بالقناعة، لينعم صاحبها بالراحة والسعادة.ولعظم فضل هذه العبادة وعلوّ منزلتها، تضافرت النصوص الشرعيّة في ذكرها وامتداح أهلها، وفي الثناء عليها والدعوة إليها، والآيات والأحاديث في ذلك ليست بالقليلة، وحسبنا أن نقرأ دليلاً لما سبق قوله تعالى : { وسنجزي الشاكرين } (آل عمران : 145 )، وقوله تعالى : { ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله } ( لقمان : 12 )، وقوله : { بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } ( الزمر : 66 )، وغيرها من الآيات.وكم حملت السنّة في جنباتها من الأذكار والمحامد التي تنطق بالاعتراف بما أحدثه الله للناس من الفضائل، وما كاثره عليهم من الخيرات، وما أسبغه عليهم من النعم، تربيةً للمؤمن كي يكون شكره لربّه وخالقه ديدينه وعادته في أحواله كلّها، وأوقاته جميعها، من مبدأ يومه إلى منتهاه.ومن خلال تتبع ما ورد بخصوص الشكر في القرآن والسنّة يتبيّن أنّه يكون بالقول كحال الأذكار المشروعة، ويدخل في هذا الباب نسبة النعمة إلى المنعم سبحانه، قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } ( النحل : 53 )، ويكون كذلك بالفعل، ويُستدلّ لهذا المعنى بقوله تعالى : { اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور } ( سبأ : 13 )، ومن هذا الشكر ما كان يصنعه النبي – صلى الله عليه وسلم – من إطالة الصلاة والقيام على النحو الذي ورد في الحديث السابق.ومهما أنفق العبد من الأوقات اجتهاداً منه لأداء شكر نعمة واحدة فلن يؤدّي حقّها، بل لو قضى عمره كلّه في إحصائها وتتبّعها فلن يطيق ذلك، فالحمد لله الذي رضي من عباده اليسير من العمل، وعاملنا بإحسانه وفضله





الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:46 pm
المشاركة رقم: #10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:46 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
كتبت عليك كذبة:



عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: "دعتني أمي يوما ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ فى بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( وما أردت أن تعطيه؟ ) ،قالت: أعطيه تمرا!!، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أما إنك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة) رواه أبو داود .


معاني المفردات
ها: أداة نداء، فهي بمعنى: يا فلان.


تفاصيل الموقف
على الرغم من كثرة المشاغل وتعدّد المسؤوليّات التي أُلقيت على عاتق النبي –صلى الله عليه وسلم- في أواخر حياته بعد أن وضعت المعركة مع الباطل أوزارها وتحقّق النصر على قريش ومن تبعها، إلا أنّه لم تغب عن باله لحظةً كوكبة المؤمنين الذين هاجروا من مكّة، وشاركوه المصاعب التي أحاطت بالدعوة عند بداية ظهورها، وقاسوا معه الآلام العديدة والابتلاءات المتنوّعة التي حفرت في جبين الذاكرة أخاديد عميقة لا يمحوها الزمن، ومن بين الأسر الكريمة التي حظيت بالرعاية النبويّة أسرة عامر بن ربيعة رضي الله عنه.


إنها أسرةٌ فاضلة "مهاجريّة" من الطراز الأوّل، فعامر بن ربيعة رضي الله عنه الذي أسلم قديماً بمكّة، كان قد هاجر مع امرأته إلى الحبشة ثم عاد منها بعد ذلك، وزوجه: ليلى بنت أبي حثمة رضي الله عنها تُعدّ أوّل من هاجر إلى المدينة من النساء على قول جمعٍ من المؤرّخين، ومع توالي الأيام وتلاحق الأحداث لم تزدد هذه الأسرة المباركة إلا اكتمالاً، ودفاعاً عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ومساندةً له، حتى في أحلك الظروف.


لهذه الأسباب حظيت هذه الأسرة الكريمة باهتمام رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فكان يتعاهدهم بالزيارة بين الحين والآخر، ليقف على أخبارهم، ويُلبّي احتياجاتهم، ويتفقّد شؤونهم، ويشاطرهم الحديث.


ونتناول اليوم موقفاً نبويّاً دارت أحداثه في إحدى تلك الزيارات التي كان النبي –صلى الله عليه وسلم- فيها عندهم، ويرويه لنا صغيرهم عبدالله بن عامر رضي الله عنه؛ فقد سجّل لنا ما دار ذلك اليوم وما شاهده بنفسه وما سمعه بأذنه بالرغم من أنه لم يتجاوز في ذلك الحين الخمس سنوات من العمر.


يذكر عبدالله بن عامر رضي الله عنه، دخول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وجلوسه عندهم، وكعادة الأطفال لا يقرّون في موضع واحد، بل يذرعون البيت وينطلقون في أرجائه لعباً ولهواً.


ولعلّ والدته رضي الله عنها أرادت تقديمه للنبي –صلى الله عليه وسلم- كي يُبارك عليه ويلاطفه، فأغْرتْه بالقدوم مقابل أن تعطيه هديّة صغيرة كانت عبارة عن شيءٍ من التمر، فنادته قائلة: " ها، تعال أعطيك"، أو أنها أرادت منه أن يتناول التمر ليتغذّى به.


المهم هنا هو أن النبي –صلى الله عليه وسلم- استوقفه هذا الكلام من أم عبدالله ، وأراد الاستفصال أكثر فقال لها: ( وما أردت أن تعطيه؟ ) ، فأجابته قائلةً : أعطيه تمراً!.


فألقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جواهر الحكمة عبارةً علقت في ذهن الغلام الصغير، فكانت من أعظم الدروس التي ظلّ يذكرها طيلة حياته: ( أما إنك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة) .


إضاءات حول الموقف
من السهل على المرء أن يتكلّم كثيراً عن أصول التربية ومنهاجها وضروراتها، ومن الممكن جدّاً تحديد القيم الفاضلة والمباديء السامية التي ينبغي غرسها في نفوس الناشئة، لكن في المقابل يصعب جدّاً الارتقاء بالدور التربوي ليكون قدوةً قبل أن يكون إرشاداً، وعملاً قبل أن يكون قولاً، وواقعاً قبل أن يكون مُثُلاً نظريّة.


هذا هو المعنى العميق الذي انطوى تحت مظلّة الموقف النبوي سالف الذكر؛ فإنّ المربّي -سواءٌ أكان والداً في البيت، أو معلّماً في المدرسة، أو ناشطاً في حقلٍ دعوي، أو شيخاً في الحلقة- تحت المجهر دائماً من قِبَل المتربّين خصوصاً عندما يكونون في المراحل العمريّة المبكّرة.


وما دام الأمر كذلك، فإن أي فعلٍ يصدر من المربّين إنما هو بمثابة التوجيه الفعلي للمتلّقي، الذي لو تعارض عنده قول المربّي وفعله فلعلّه أن يُقدّم الفعل لاشعوريّاً، لذلك كان على المربّين استشعار خطورة الأمر والتنبّه لقول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (2) كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} (الصف:2-3).


ولربما ظنّ البعض أن المسألة أهون من ذلك، وأن الأمر ليس سوى كذبة صغيرة، لكنّ الطرف الآخر لا ينظر إليها كذلك، خصوصاً وأن الأطفال يحبون المحاكاه من تلقاء أنفسهم، فينشأون على هذا الخلق الذميم.


ويظهر الأثر المدمّر للكذب على الأطفال في صورة فقدان الطفل للثقة بأبويه جرّاء عدم التزامهما بالوعد المقطوع، الأمر الذي يجعله يشكّك في أي وعدٍ مستقبلي صادرٍ منهما، وحبل الثقة بين الوالد والولد إذا انقطع فإنه يصعب وصله.


ومن اللطائف التي ينبغي التوجيه إليها -غير ما تقدّم-، عدم استخدام المعاريض والتورية أثناء التعامل مع الأطفال إلا على أضيق نطاق؛ والتورية هي النطق بالكلمة أو الجملة يكون لها معنى قريب يرتسم في ذهن المتلقّي ومعنى بعيد يقصده القائل، والسبب في المنع هو أن الأطفال لا ينظرون إليها إلا كحيلة أو كذبة، ولا يفهمون حقيقتها.


والمقصود من مثل هذه التوجيهات أن تُغرس فضيلة الصدق فى نفوس الأطفال وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) متفق عليه واللفظ لمسلم .










الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:46 pm
المشاركة رقم: #11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default4
الصورة الرمزية

ملك دولة حمص

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم N1841t10
الجنس : ذكر
المساهمات : 1048
نقاط النشاط : 7397
السٌّمعَة : 21
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Sports10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty11/12/2010, 9:46 pm


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
فيك جاهلية



عن المعرور بن سويد قال : "رأيت أبا ذر رضي الله عنه وعليه بُردٌ وعلى غلامه بُرد، فقلت: لو أخذتَ هذا فلبسته كانت حلّة، وأعطيته ثوباً آخر، فقال: كان بيني وبين رجل كلام، وكانت أمه أعجمية فنلت منها، فذكرني إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي: ( أساببت فلاناً؟ ) ، قلت: نعم قال: ( أفنلت من أمه؟ ) ، قلت: نعم، قال: ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) ، قلت: على حين ساعتي هذه من كبر السن ؟، قال: ( نعم، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليُطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا يكلّفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليُعِنْه عليه ) "متفق عليه واللفظ للبخاري .


وفي رواية مسلم : "فشكاني إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- فلقيت النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية) ، قلت: يا رسول الله، من سبّ الرجال سبّوا أباه وأمه، قال: (يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية) ".


وفي رواية أبي داوود : (إنهم إخوانكم فضّلكم الله عليهم، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذّبوا خلق الله) .


معاني المفردات
بُرد: هو كساء مربع مخطط
حلّة: الحلة هي ثوبان من جنس واحد يلبسان معاّ.
أعجمية: حبشية من غير العرب.
نلت منها: أي ذمّها.
فعيّرته بأمّه: عاب عليه بسبب أمه لكونها سوداء.
فيك جاهلية: أي خصلة من خصال الجاهلية وهي التفاخر بالآباء.
على حين ساعتي هذه من كبر السن: يعني بعد هذا العمر الطويل الذي قضاه في الإسلام؟
خَوَلكم : الخول : أتباع الرجل، وهو اسم يقع على العبد .
تحت أيديكم: أي تحت سلطتكم.
ما يغلبهم: ما يعجزون عن القيام به
يلائمكم : يناسبكم؟

تفاصيل الموقف
في بادية من البوادي التي تحيط بالمدينة، عاش شيخٌ وقور كانت له قدم صدقٍ عند ربّه، وقد كان من أوائل الذين التحقوا بقوافل المؤمنين والرسالة المحمّدية، ومن النوادر الذين بدؤوا صفحات حياتهم بالمواجهة والتحدّي والمصادمة مع أعداء الملّة وطواغيت الكفر، فأصابه لأجل ذلك أذىً كثيراً، وما زاده البلاء إلا استمساكاً بدين الله وإقبالاً على تعاليمه، كما أن إسلامه كان فاتحة خيرٍ على عشيرته الذين تابعوه على دينه.


ذلك هو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، شريفٌ من أشراف قومه، وصاحب القلب الحيّ والنفس الأبيّة والشعور المرهف، والذي كان يرى في نفسه رابع أربعةٍ دخلوا الإسلام، وإن كان قد ثبت إسلامُ نفرٍ قبله ومنهم آل النبي –صلى الله عليه وسلم- إلا أن ذلك يعني أنّه من الرعيل الأوّل في الإسلام.


وعندما تُوفّي النبي –صلى الله عليه وسلم- قرّر ابو ذر رضي الله عنه أن يستقرّ في موضعٍ يُقال له:"الربذة"، فرآه يوماً المعرور بن سويد وعليه حلّة جميلة، إلا أنّه اقتسمها مع غلامه الذي يرافقه بحيث ائتزر أحدهما بالنصف الأوّل وارتدى الآخر نصفها الثاني، فاحتار المعرور من هذه القسمة الغريبة، وتعجّب كيف لم يقم أبو ذر رضي الله عنه بارتداء كلا القطعتين لتصبحا حلّةً كاملة عليه، ثم يُعطي الغلام ثوباً آخر!!، ونقل تساؤله إلى صحابيّ رسول الله ليقف على الحقيقة ويطّلع على الحكمة من هذا التصرّف.


لكنّ كلام المعرور أثار ذكرياتٍ قديمة ما كان لأبي ذر رضي الله عنه أن ينساها، وأنّى له ذلك وقد نال من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عتاباً بلغ من نفسه مبلغاً كبيراً، وأحدث في حياته نقطة تحوّل في منهج التعامل مع الضعفاء، فمضى أبو ذرّ يشرح لصاحبه وقائع تلك الذكريات.


كان ذلك فيما مضى، إذ كان لأبي ذر رضي الله عنه عبدٌ مملوك، وحصل أن دار بينهما خلافٌ حول مسألةٍ ما، وتطوّر الخلاف إلى تلاسن بالقول وتراشقٍ بالألفاظ، فعيّر أبو ذر رضي الله عنه الرجل بأمّه الأعجمية فقال: "يا ابن السوداء"، فغضب العبد من هذه المقولة لما انطوت عليه من استنقاصٍ وتعريضٍ به، فانطلق إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يشكو إليه قول أبي ذر رضي الله عنه.


وعندما استمع النبي –صلى الله عليه وسلم- شكاية العبد تمعّر وجهه غضباً، وقال لأبي ذر رضي الله عنه: ( أساببت فلاناً؟، أفنلت من أمه؟) ، فاعتذر قائلاً: "يا رسول الله، من سبّ الرجال سبّوا أباه وأمه"، لكنّ اعتذاراً كهذا لا يمكن القبول به في ميزان الشرع، بل هو ضربٌ من ضروب العصبيّات الجاهليّة التي جاء الإسلام لاجتثاثها، فقال له عليه الصلاة والسلام: (يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية) ".


استعظم أبو ذر رضي الله عنه أن يتبقّى فيه من رواسب الجاهليّة شيء، وهو الذي ظلّ يُفاخر الناس بإسلامه مبكّراً، واستاء أن يتسلّل إليه ذلك الخلق دون انتباهه، فقال رضي الله عنه: "على حين ساعتي هذه من كبر السن ؟"، فجاءه الجواب: (نعم) ثم تطرّق النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى قيمٍ أخلاقيّة ومُثُلٍ عالية لم يحظ بمثلها الضعفاء على مرّ العصور: ( إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليُطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا يكلّفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليُعِنْه عليه ) .


وبعد أن انتهى أبو ذر رضي الله عنه من سرد الموقف أدرك المعرور سبب اقتسامه للحلّة بينه وبين غلامه، إنه الإحسان إلى من جعله الله تحت يديه وسخّره لخدمته وتحقيق رغباته، ومنذ ذلك اليوم والألسنة تتناقل هذه القصّة لتبقى شاهداً على عظمة الإسلام وأهله.


إضاءات حول الموقف
لم يحذّر النبي –صلى الله عليه وسلم- من شيء تحذيره من الجاهليّة وأخلاقها، وقيمها ومبادئها، حتى إنه عليه الصلاة والسلام جعل لهذه القضيّة نصيباً من خطبته يوم عرفة حيث قال: ( ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع) رواه مسلم .


ومن صور الجاهليّة التي يقع فيها الناس بين الحين والآخر: التنقيص بالآباء والأمهات؛ ذلك أن مثل هذه المعايير المبنيّة على المفاخرة الكاذبة والنظرة الدونيّة للآخرين تتنافى مع الإيمان بوحدة الناس من جهة النسب بأبينا آدم وأمّنا حوّاء عليهما السلام، قال سبحانه وتعالى: { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء} (النساء:1)، والشرف كلّ الشرف إنما هو في تقوى الله عز وجل والالتزام بشريعته الغرّاء بعيداً عن القيم الأرضيّة والفوارق التي يذكرها الناس من النسب أو اللون أو الجاه ونحو ذلك، بل الكل يُقيّم بحسب الميزان الإلهيّ الأوحد، قال تعالى: { إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات:13).


وفي الموقف النبويّ الوصيّة بالضعفاء والتنبيه على حقوقهم، فهم "إخوة" قبل أن يكونوا خدماً، وقد سخّرهم الله لأسيادهم، فكان لهم الحق في المطعم الذي يُناسبهم والملبس الذي يلائم حالهم، مع عدم تكليفهم بالأعمال الشاقة التي تفوق قدراتهم وملكاتهم فيعجزون عن القيام بها، وإن كان لابد من تكليفهم بمثل هذه الأعمال فلابد من إعانتهم عليها، وإن لم يحصل التوافق والانسجام بين السيّد والعبد ولم تصل كفاءة العمل إلى المستوى المطلوب فالحلّ يكون في بيع العبد والبحث عن غيره، لا أن يُعذّب بأعمالٍ لا يطيقها.


والعجب من موقف أبي ذرٍّ رضي الله عنه من هذه الوصيّة، فعلى الرغم من أنها كانت تدعو إلى مجرّد المواساة لا المساواة، إلا أن أبا ذرّ أصرّ على أن يُعامل مماليكه وخدمه بالأكمل والأفضل، فالتزم المساواة بينه وبينهم، ولم ذلك في موقفٍ عابرٍ أو حالةٍ استثنائيّة، ولكن سلوكاً راسخاً ظلّ يطبّقه طيلة حياته.


وفي الحديث جملة أخرى من الفوائد، منها: تحريم أذيّة المسلم بالقول أوالفعل، والنهي عن التنابز بالألقاب كما جاء في الآية الكريمة، وبيان قرب النبي –صلى الله عليه وسلم- من جميع طبقات المجتمع، بحيث يستطيع الجميع أن يحادثه ويشتكي إليه ويُناجيه، وحرصه عليه الصلاة والسلام على وحدة الصفّ الإسلامي، ووضوح سرعة استجابة الصحابة للأوامر الشرعيّة.










الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ملك دولة حمص



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty28/6/2013, 12:00 am
المشاركة رقم: #12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Star7c12
الصورة الرمزية

ندى الياسمين

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم 20gb9u10
الجنس : انثى
المساهمات : 12827
نقاط النشاط : 17749
السٌّمعَة : 188
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Collec10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Readin10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-34
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty28/6/2013, 12:00 am


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
جزاك الله عنا كل خير


جعله ربي في ميزان حسناتك يارب





الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: ندى الياسمين



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty12/1/2014, 3:13 am
المشاركة رقم: #13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Default3
الصورة الرمزية

Shahd Amro

البيانات
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم 28sq4j10
الجنس : انثى
المساهمات : 575
نقاط النشاط : 4509
السٌّمعَة : 8
العمل والترفيه : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Studen10
الهواية : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Travel10
المزاج : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Pi-ca-10
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أحاديث المصطفى الكريم سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Empty12/1/2014, 3:13 am


سلسلة أحاديث المصطفى الكريم



سلسلة أحاديث المصطفى الكريم
سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Post-12787-0-54453800-1292845261






الموضوع الأصلي : سلسلة أحاديث المصطفى الكريم // المصدر : موقع شببلك // الكاتب: Shahd Amro








الــرد الســـريـع
..




سلسلة أحاديث المصطفى الكريم Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 
تحويل و برمجة و تطوير الطائر الحر