لتاريخ لا يكتبه سوى الأقوياء
كتب : د.مصطفى الآغا - دبي
في واحدة من أحلى وأجمل وأقوى مباريات كأس الإتحاد الآسيوي وأكثرها إثارةً ولا أقول مستوىً فنياً ، واجه فريق الإتحاد السوري شقيقه القادسية الكويتي في "مهرجان"ولا أقول مباراة نهائية حضرها ما بين خمسين إلى ستين ألف متفرجٍ تسعين بالمائة منهم وقفوا مع القادسية بأعلامهم الصفراء فيما لم يبخل السوريون من قادمين من حلب إلى مقيمين في الكويت إلى قادمين من شتى دول الخليج بكل الشحنات الصوتية الموجودة في حناجرهم .. وقفوا مع رجال بلدهم رغم صغر سنهم أمام فريق كبير وفيه لاعبين على أعلى مستوى ومنهم الرائع والكبير فراس الخطيب الذي رفع اسم بلاده في الكويت تحديداً وأنا كنت شاهداً على مدى محبة الكويتيين لهذا اللاعب الكبير الذي انتقل من العربي في صفقة وصلت مليوني دولار وزميله في القادسية جهاد الحسين المنتقل من الكويت بمليون ومائتي ألف دولار وزرت الاثنين في بيت الخطيب الذي ضيع ضربة جزاء فانطلقت بعض الأبواق وللأسف هي ليست كويتية بل عربية تشكك في "ذمة" هذا اللاعب في تصرف غريب على بعض النقاد العرب ....
الإتحاد ذهب للكويت مسلحاً بالأيمان بما لديه من أسباب القوة وهم الرجال الذين يحملون إسم وعلم سورية في قلوبهم وبين عيونهم .. ذهبوا وفي ذهنهم هدف واحد فقط هو العودة للقب ... ولايفوتني أن أشكر اللواء موفق جمعة والأستاذ فاروق سرية اللذين بذلا كل جهد ممكن كي يضمنوا دخول السوريين للكويت وزيادة المقاعد المخصصة لجمهور الإتحاد والأهم راحة الإتحاد ومنحه الإحساس أن قيادة بلده الرياضية تقف معه وتتابعه لحظة بلحظة وربما يكون هذا أحد أهم أسباب الفوز ... ولا يفوتني أيضا أن أشيد بالروح الرياضية للشيخ طلال الفهد رئيس الإتحاد الكويتي ورئيس القادسية السابق الذي بارك فوز الإتحاد وهي مباركة ليست غريبة على أبناء الراحل الكبير الشيخ فهد الأحمد أما الجمهور السوري الذي تكبد عناء السفر والذي وقف خلف الشاشة يدعو لفريق بلده فهو الكنز الأكبر والمعين الذي لاينضب من الحب والعشق للوطن ...
قبل المباراة تحدثت هاتفياً مع الكابتن محمد عفش رئيس نادي الإتحاد وأحسست من كلامه بثقة كبيرة بالفوز وهدوء الكبار وتواضعهم ... هو قال لي بالحرف أنا لست رئيس نادٍ فقط .. أنا إبن الإتحاد وهؤلاء أبنائي وأصدقائي وأنا واحد منهم أعيش أحاسيسهم وأتحسس آمالهم وآلامهم .... وجاءت المكافأة لمحمد عفش ولسورية كأس غالية قد تغير من شكل ومستقبل الكرة السورية وهي امتداد لما فعله الكرامة في دوري الأبطال وكأس الإتحاد ومن قبلهما الجيش والوحدة والطليعة والمجد وأعتقد جازماً أن هذا التتويج سيساهم بشكل كبير في تغيير شكل المباراة النهائية لهذه المسابقة بحيث تكون أكثر عدالةً وأيضا سيساهم في نهضة الكرة السورية أندية وربما منتخبات لأنها تثبت بالدليل القاطع أن لا الأرض ولا الجماهير ولا انعدام التكافؤ في الفرص يمكن أن يعرقلوا إصرار الرجال على كتابة التاريخ .. هذا التاريخ الذي لايكتبه سوى الأقوياء ... وهذه المرة كان الأقوياء هم أبناء سورية الأسد ...
شكرا لكم أيها الرجال فقد أفرحتم 25 مليوناً من المتعطشين للقب قاري وشكرا للكويت التي ما قصرت ولن تقصر مع شقيقتها سورية التي وقفت معها في أحلك الظروف ....
وهاردلك للقادسية هذا الفريق الكبير والعريق ومبروك له هذا الجمهور الكبير والرائع