حمصُ سَحَبَتْ جَسَدها من عروضِ العُراة
حمصُ سَحَبَتْ جَسَدها من عروضِ العُراةحِمصُ هُتِكَتْ كُحلةَ عينيها
وكانتْ مُهراً جميلاً
تنامُ في كلَ قصيدة
وتلتقي أعشاشَ ممرّاتٍ
وَتمشي بمحاذاةِ العابرينَ
ويحفُّ في راحَتها
عباب الندى
وعلى مهدها ..
كانَ غَطيطُ النائمينْ !
وعلى شَهقاتِ بَريقي
تُحبُّ أن تصدحَ في شَفتي
لماذا الفَتاوي
تُخبّأُ خلفَ الجِباه ؟
لماذا الصباحُ
يَختَزنُ ضَريحي ؟
لماذا التكبيرُ والصلاة
تموتُ في عُروقي ؟
بابا عمروٌ لحمٌ طريٌّ
يضطَجِعُ في حُروقي
ويشربُ اكتئابي
من حبلِ النجاةِ !
أضرَموا في قلبي
جميع الحرائقْ
ليتني كنتُ درعاً
أمامَ قاتلٍ ، لم نكُنْ نَدري
أنَّهُ من نَسلِ المَغولْ
لم نكُنْ نَدري ..
أنَّهُ لا يقرأُ ولا يَكتبُ
ويحتَفظُ بلونِ الدَمِ
على ياقَةِ قميصهِ
ويُمارسُ أُنوثَةِ الرجُولة
على دُمىَ الأطفالْ !
يرسمُ فراشاتهُ المُلوّنة
على شرنقاتِ الأشجارْ
يَستَبيحُ شَهادةَ قَتلي
بافتخارْ !
وَيحتَسي فَجيعَتي
في مقاهي الفودكا
للجيشِ الأحمرْ اللعينْ !
وعلى ميناءِ صَوتي..
يَصيحُ كالديك
ويستَحضِرُ أزمنةِ والدهِ
كانَ مُتربّعاً ومُمتَزجاً
بطميِ هولاكو
على غيرِ عادَتهِ
ارتدى سروالهُ الداخلي
على جراحِ أُمَّةٍ ...
لن تبكيهِ أبداً
صَفّقوا للنعيبِ
وتركوا دموعاً وشوارعا
أصبحَتْ أقفاصاً
للجُثثٍ مُتعَفّنة
وحديقةَ أطفالٍ
موشومةً بالبراءة
يَشتَهيها الغِناءْ
تتقطّرُ بوّاباتُ السماءِ
يُتماً وصرخاتُ ثَكالى
كي لا تَحتَرقُ ...
عشراتَ الملابس الساديّة
انا العربي ....
بدأَ اختناقي حتى الموتُ
صفّقوا لحِمصَ ...
سَحَبَتْ جَسَدَها
من عُروضِ العُراة .
موسى عوده
القدس الشريف
الخميس 9 شباط ( فبراير ) 2012 ميلادي